يعتبر البيت مملكة المرأة، ويعد المطبخ من اهم اركان تلك المملكة بالنسبة لها، لأنها تقضي معظم وقتها فيه، وتتفنن وتبتكر اكلاتها الشهية لافراد اسرتها، ولكن مقابل ذلك هناك ايضاً فئة كبيرة من النساء ليس للمطبخ دور او جزء من حياتهن، فلا يفضلن الوقوف فيه لساعات لتحضير وجبة قد تؤكل في دقائق!
وفي خضم ذلك ايضاً فإن أكبر الفنادق في العالم والمطابخ الكبرى فضلاً عن المطاعم تعتمد على طهاة من الرجال، فهل هذا دليل على فشل المرأة في مطبخها؟ وهل "الفتاة الطباخة" لا زالت مطلب العديد من الرجال؟ وما سر نجاح الرجال بالمطبخ؟

تغلب الرجل

تقول سارة أشرف ان الطبخ مهارة مثل أي مهارة أخرى ومن الطبيعي انه كلما اكتسب المرء مهارات اكثر في الحياة كلما جعل منه انسان مميز عن الأخرين، هذا بالإضافة الى نظرة مجتمعنا الشرقي الذي يميز المرأة الماهرة في الطبخ عن غيرها، وأضافت "اؤمن بوجود قوه للمرأة في المطبخ مماثله للرجل و تكاد تكون غالبه عليه ، ولكن الغريب دائما ما يكون لافت للأنظار ولأنه من الغريب امتياز رجال في مجالات مخصصه للنساء و العكس، فعند حدوثه يحتل الصدارة فيما يسمى بال "ترند" ويتم القاء الضوء عليه“.
وترى سارة ان اجادة الرجل لفن الطهي يعتبر عامل جذب قوي له لأنه كمجتمع شرقي له عادات و تقاليد متداوله بتخصيص اعمال المنزل للنساء فقط والراحة التامة للرجل داخل حدود المنزل، فمن المؤكد ان تميزه في ذلك المجال يعد نقطة في صالحه“.

الفرصة المناسبة

تضيف لانا خضر بأن تميز الفتاة في الطبخ يعد كتميزها في تخصص دراستها او مجال عملها فهي ميزة مهمة جداً تساعد الفتاة في حياتها الزوجية وتسهلها عليها مقارنةً بفتيات اخريات لا يجدن فن الطهي، اما عن مقارنة نجاح المرأة بنجاح الرجل في هذا المجال فقالت " كل شخص لديه ابداع في مجال معين وربما تكون المرأة مبدعة في مطبخها الخاص في بيتها اكثر من أي رجل لكنها لم تجد الفرصة المناسبة لها حتى تأخذ خطوة جدية بخصوص هذا الامر وتطلق العنان لابداعتها خارج حدود مطبخها لتصبح شيف محترفة او مشهورة"، وتؤكد لانا على ان تلك الميزة تعد جذابة جداً في الرجال خصوصاً لتقديمه المساعدة اذا ما تطلب الامر بعد الزواج
وعن رأيها في احتراف الرجال لتلك المهنة تقول " يمكن للرجل احتراف مهنة الطهي ولكن على ان تكون هواية يمارسها بجانب منفصل عن وظيفته الأساسية“.

"الطباخ" شخصية جذابة

تقول شيماء عبد الرحيم ان أي شيء يتقنه الفرد بشكل كبير يعتبر ميزه فيه وبالتالي فان الفتاة التي تحترف الطبخ يجعلها مميزة عن غيرها من الاخريات، وعن رأيها في احتراف الرجال لمهنة الطهي تقول " بالفعل دائماً ما يقال ان الرجال اكثر حرفة من النساء في هذا المجال ولكن من وجهة نظري ان الرجال امهر في هذا المجال لأنهم يكرسون جهدهم فيه حين يتخذونه كمهنة فلا يكون عندهم أي مسؤوليات غيره بعكس المرأة فأن الطبخ يعتبر بالنسبة له مهمة يومية يجب ان تقوم بها وسط الكثير من المسؤوليات والاعباء الأخرى داخل المنزل، وتضيف "هناك الكثيرات يرون بأن الرجل المحب للطبخ شخصية "جذابة" اكثر للنساء لأنه سيسهل عليها مهمة الطبخ اليومية بعد الزواج خاصة ”.

فشل المرأة

ترى نور الحسن وهي طالبة تبلغ من العمر 22 عاماً ان مهارة الطبخ بكل تأكيد مفيدة وممتعة وتميز الفتاة عن غيرها، ولكنها ترى ان هذا أيضاً لا يقلل من شأن الفتيات اللاتي لا تحترفن الطبخ لأن كل فتاة لها قدرات تميزها عن غيرها ولربما تكون افضل وامهر في مجال غير الطبخ، ولا تعتقد نور بأن نجاح الرجال ك "شيفات" في مطابخ العالم هو دليل على فشل النساء فقتول " ربط المرأة بالمطبخ واعتبار فشلها فيه من فشلها هي شخصياً ليس الا عرف من اعراف المجتمع الذي يجب التخلي عنه فلا يوجد أي رابط بين فشل الفتاة في مطبخها وبين نجاح الرجل فيه فتلك مجرد مواهب او قدرات ليس لها علاقة بالنجاح والفشل".

أشهى المأكولات

يقول احمد حلاوة ان الطبخ لا يعد ميزة مهمة في الفتاة، فالفتاة يميزها اسلوبها وتفكيرها واحساسها وليس طبخها، بل هناك فتيات لا يعرفن الطبخ ولكنهن "كالأميرات" في كل شيء ومبدعات في معظم الأمور الأخرى، وعن رأيه في القبول بالزواج من فتاة لا تعرف الطبخ قال " بالطبع أقبل، بل سأجلس أنا وهي لنشاهد برامج الطبخ وأتعلّم معها وأطبخ من أجلها وأفاجئها بأشهى المأكولات وأساعدها وأتعاون معها لنكون عائلة متفاهمة بحبّ وإخلاص"، ويضيف احمد ان نجاح الرجال "كشيفات" عن النساء لا يعتبر دليل على أي شيء إنّما قد يكون هناك فتيات أفضل بكثير من معظم الطبّاخين العالمييّن، لكنّهم لا يفضلون اتخاذ ذلك كمهنة، فالطبخ من وجهة نظره ليس مقياس أبداً للنجاح أو الفشل لأي منهما، ويرى احمد ان ليس هناك أي مانع من احتراف الرجل لمهنة الطبخ فما هو المانع من أن يحترفوه كمهنة حقيقيّة وهواية ممتعة؟.

لا تعرف الطبخ

يوافقه الرأي فارس جهاد موظف 26 عاماً ويقول " انا أرى ان الفتاة الماهرة في الطبخ من اندر الجواهر التي يصعب العثور عليها وهي بالفعل انسانة مميزة، ولكن بالنسبة لي ليست هي الصفة الأساسية في شريكة حياتي فأنا اقبل بالزواج من فتاة لا تعرف الطبخ لأن الطبخ لا يغني عن صفات أخرى حميدة واهم مثل رفعة الاخلاق والذوق والاحترام المتبادل بين الطرفين"، ولا يرى فارس ان نجاح الرجل كشيف محترف يعتبر فشل للمرأة في مطبخها ويقول بأنها ليست مسألة منافسة خصوصاً في الحياة الزوجية فهو فن من الفنون المتنوعة يختلف حسب موهبة الفنان".​