يحرص المدربون عادة على إبعاد لاعبيهم عن أية قضايا أخرى بخلاف المباريات التي يلعبونها ودراسة الخصم وكيفية الفوز وحصد نقاط المباريات، لدرجة أن مثل هذا الأمر هو من مهمات إداري الفريق الذي يحسب له نجاحه في منع وصول كل ما هو خارج الملاعب إلى اللاعب حتى لو كان الأمر يتعلق بناديه كالانتخابات وغيرها، وذلك على أساس أن اللاعب ما عليه إلا اللعب والفوز ولا يجب عليه الانشغال بأي أمر آخر، وكل من يحيد عن هذا الأمر بالتعبير عن رأيه في القضايا التي تشغل الرأي العام بأية طريقة كانت يتعرض للعقوبات من قبل ناديه.

إلا أن مدرب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي أولي غونار سولشاير تبنى مفهومًا مغايرًا لذلك، حيث دافع عن قيام اثنين من لاعبيه وهما بول بوغبا وأحمد ديالو برفع العلم الفلسطيني أثناء مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز مؤخرًا، مؤكدًا أنه يحترم “حقهما في اعتناق وجهة نظر مختلفة”، موضحًا أن الفريق يضم لاعبين من أصول مختلفة وبلدان وثفاقات مختلفة، وأنه يجب احترام وجهات نظرهم إذا كانت مختلفة عن وجهات نظر الآخرين.

لم يكتف المدرب بهذا الدفاع، بل حث اللاعيبن على أن يكون لهم رأي وموقف من القضايا المختلفة، بتأكيده على أنه “إذا فكر اللاعبون في أشياء أخرى غير كرة القدم، فهذا أمر إيجابي”.

عمومًا، فإنها ستظل قائمة وقابلة للنقاش والاختلاف حولها ما بين من يرى أن الفصل بين الرياضة وغيرها من القضايا هو الأفضل وأن اللاعب غير مطلوب منه سوى اللعب، وإذا أراد أن يعبر عن رأيه فإنما يجب أن يكون بعيدا عن الملاعب حتى لا يكون هناك صراع وتنافس آخر قد يؤدي لمشاحنات، وبين من يرى أن الرياضي هو بالنهاية إنسان له رأي ومن حقه التعبير عنه حتى لو في ساحات الملاعب الرياضية.