في عالم العسكرية هناك مصطلح شهير هو “الضبط والربط” أثناء المعركة، والالتزام بتوجيهات الضباط والقادة لضمان جماعية التصرف والحركة، ومعركتنا مع فيروس كورونا تشبه إلى حد كبير المعركة العسكرية التي تحتاج إلى معنويات عالية والالتزام بتوجيهات القادة والشجاعة والتضحية والفداء، ثم ينتهي الصبر والكفاح إلى النصر، وقد دون التاريخ لشعب البحرين تجارب كثيرة امتحن فيها ولاقى فيها المحن فصبر وصمد حتى وافاه النصر وكان نصرا عظيما.

أرقام كثيرة ذكرها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا يوم الخميس الماضي، وقرارات مهمة من شأنها تقليل الإصابات مثل منع من هم أقل من 18 سنة من دخول المجمعات والمطاعم ودور السينما، وكذلك حصر الحضور من المراجعين في مراكز الخدمة والمكاتب الحكومية على المتطعمين الذين أتموا 14 يوما بعد الجرعة الثانية والمتعافين ولمن هم فوق 18 عاما فقط، والتشجيع على قصر التجمعات الخاصة على 6 أشخاص فقط.

هناك مواطنون أحكموا الدراية بثقافة الالتزام وفنونه وأصبحوا مثل الجندي في المعركة بدقته وبراعته وشجاعته وأمانته والبسالة والثبات، فمنذ بداية أزمة كورونا وهم يتبعون تعليمات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا حاملين أروع صور وخصائص المقاتلين في ساحة المعركة، بينما هناك آخرون لا يمتلكون القوة والروح العسكرية والتخلف يطن في آذانهم، ومازالوا يؤمنون بالخرافة الرائجة بأن الأمراض والأوبئة تنتهي من تلقاء نفسها ولا تحتاج من المواطن والمقيم كل هذا الكد والجهد والعرق، لهذا نراهم في نوم عميق وخدر لذيذ وسبات مريح دون أدنى إحساس بالمسؤولية، وهم بذلك يشبهون الجندي غير المستعد للمواجهة في المعركة.

المعارك الحربية تخسرها بسبب أخطاء في القيادة والانضباط، والبحرين ولله الحمد سارت على استراتيجية ناجحة خلال سير معركة كورونا ومازالت تقوم بجهود عملاقة وقدرات خارقة، وكل ما نحتاجه لاستكمال النصر توحيد الصفوف والسواعد والقلوب، لأن قتال كورونا “بالالتزام” حق وواجب من أجل الوطن.