لا يوجد عربي واحد يستطيع أن يصدق إلى أي مدى تحول لبنان إلى منبر للإساءة المتكررة إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فيوم يظهر الإرهابي حسن نصر الله من جحره ويسيء للسعودية والخليج، وقبل أيام تطاول وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة على السعودية خلال استضافته في برنامج تلفزيوني على قناة “الحرة”، ما أحدث ضجة كبيرة في عموم الوطن العربي وقد طرح أحد المسؤولين اللبنانيين في مؤتمر صحافي بعد الحادثة سؤالا على الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان كما وصفها قائلا... ما الذي فعلته المملكة العربية السعودية حتى يساء إليها بهذه الطريقة، لا أحد يقول إن الوزير اتخذ الموقف المعادي للسعودية من تلقاء نفسه، بل هناك جهة سياسية ضغطت عليه.

قبل فترة كتبنا.. عندما تتحكم الأحزاب والميليشيات المسلحة في أي بلد، وفي ظل عدم وجود سلطة مسؤولة ماذا ستكون النتيجة غير الخراب والدمار والأزمات الاقتصادية الخانقة والجمود والتراجع والإفلاسات المستمرة في مختلف ميادين الحياة، والجميع يعرف أن ميليشيا حزب الله الإرهابية عطلت الحياة السياسية والدستورية في لبنان، وصادرت قرار الدولة اللبنانية وأساءت إلى سمعة لبنان حتى بات اسم لبنان مرتبطا بالشر والإرهاب بسبب إيران وحزب الله والعملاء.

بسبب سيطرة المليشيات والأحزاب، ابتعد لبنان عن التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي مع البلدان العربية، وهذا التنسيق إحدى الدعامات الأساسية لضمان سلامة لبنان وحرمة أراضيه، لهذا من الطبيعي أن تخرج مثل هذه القوى المعادية لدول الخليج وتبلغ هذا المبلغ من الجحود والنكران والإساءة، حيث حولت المسرح السياسي إلى أدغال لحفلات وخزعبلات نظام الملالي وأتباعه، في محاولة مميتة لنزع صفة العروبة عن لبنان وتركه في الدرب الخطر.

الإساءة إلى المملكة العربية السعودية قلب العروبة النابض ومعها دول الخليج، تتفاقم يوما بعد يوم، وهذا التفاقم المقلق ليس في صالح استقرار وازدهار لبنان.