استشهد العشرات وأُصيب المئات من أبناء فلسطين العربية جراء عدوان الاحتلال الصهيوني الذي استهدف تهجير العائلات الفلسطينية من منازلها (حي الشيخ جراح بالقدس وباب العامود وساحة القدس) مثالًا لا حصرًا، وهي أعمال تشكل انتهاكات صارخة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

إن مقاومة الشعب الفلسطيني وغضبه المستمر ضد سلطة الاحتلال الصهيوني ليست إلا نتيجة حتمية للضغط والقهر الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني لأكثر من سبعة عقود وحرمان شعبه من تمتعه بحريته وكرامته وحقوقه الكاملة، وهي ممارسات يسكت عنها العالم ومنظماته الإقليمية والأممية دون أدنى تحرك فعلي لإحقاق الحق ورفع الجور عن الشعب الفلسطيني، متناسين مبادئ حقوق الإنسان والعهود والمواثيق التي تنادي بالحياة الكريمة الآمنة والمزدهرة لكل شعوب الأرض.

إن تغير الحكومات الصهيونية من يمينية ويسارية ووسط لا يُغير النهج الصهيوني وطبيعة الصراع العربي الصهيوني، فنهجها واحد ويعمل على تكريس سياسة الفصل، وإصدار مزيد من قرارات الضم والاستيطان والمصادرة والتشريد والهدم والإعدامات خارج القانون، وبذلك فإن نهج المقاومة لن يتغير بل يستمر نحو التصعيد ضد هذه الممارسات التي لم يقف ضدها أحد من العالم سوى أبناء الشعب الفلسطيني الذين يناضلون لنيل حقوقهم المغتصبة ويُقدمون التضحية تلو الأخرى ثمنًا لاسترداد هذه الحقوق.

المطلوب عربيًا ودوليًا دعم نهج المقاومة الفلسطينية والشروع في توفير مستلزمات إدامة المقاومة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة، كما لابد فلسطينيًا من التركيز على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام على قاعدة الالتزام ببرنامج المقاومة.

إن أية اجتماعات لمجلس الأمن لإدانة العدوان المستمر وأية انتقادات لهذه الممارسات لن توقف نهج الاحتلال الهادف إلى تهويد ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكثيرة هي المطالبات والانتقادات وقرارات الإدانة تجاه هذه الممارسات إلا أنها لا تعنيه شيئًا وهو مستمر في نهجه العدواني. إن نهج الاحتلال الصهيوني لن يتوقف طالما أنه يتلقى الدعم الغربي، ودائمًا يفلت من العقاب بسبب صمت المجتمع الدولي.