العدد 4578
الثلاثاء 27 أبريل 2021
banner
نواب البصمة
الثلاثاء 27 أبريل 2021

استذكرت وأنا أشاهد إحدى حلقات المسلسل المصري الجميل الاختيار بنسخته الثانية، اختيار الناخب البحريني وهو يقف عند صناديق الاقتراع البرلمانية والبلدية، وفي الورقة المطوية بيده “شخطة” ستحدد الكثير والكثير في الفترة المقبلة.

مخرجات “الشخطة” هذه.. واحد من اثنين، إما ارتفاع مضطرد في تناول حبوب الضغط والسكري، أو الجلوس بارتياح أمام شاشة “التاب” أو الهاتف والترديد بزهو “بيض الله وجهك”.

وكما كنت أؤكد بالسابق، ولا أزال، بأن النواب الحاليين والذين سبقوهم هم مخرجات الشارع البحريني، وهم اختيار الناخب نفسه، والذي يتحمل بالدرجة الأولى فشل أداء البرلمان أو نجاحه، لأنه - أي الناخب - بوابة العبور الرئيسية التي أوصلت هؤلاء إلى حيث هم الآن.

الناخب الكريم، مدعو لأن ينفض عن نفسه غبار الفئوية والمصلحة والانجرار العاطفي، و”عطيت فلان كلمة” و”فلان له موقف معاي ما أنساه” وغير ذلك من أمور، وأن يوجه صوته الثمين لمن يستحقه بالفعل، لأن الأوضاع الراهنة - الاجتماعية والاقتصادية والنفسية - لم تعد تتحمل المزيد من المحاباة، والمجاملة، والطبطبة على الأكتف، وتتطلب – بالمقابل - وصول الكفاءات وأصحاب المبادئ والكلمة والمواقف التي ينتظرها المواطنون.

أقولها ببساطة، إننا اكتفينا من نواب البصمة، ونواب الهروب من الجلسات بعد أداء الصلاة، ونواب “الممتنع” و”الموافق”، واكتفينا أيضا من النواب أصحاب الستة آلاف موقف ورأي، ونواب الصراخ والرعيد والوعيد.

نريد نواباً يكونون صوتاً حقيقيا للناس، يعبرون بمواقفهم كلها عن مطالبهم بشفافية، وصدق، وأمانة، ويفتحون من تلقاء أنفسهم المكاتب الخدمية التي تتلقى طلبات المراجعين في الليل والنهار، فهل هذا كثير؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية