تتحدث المخرجة فرح النابلسي عن أول ظهور لها في مجال الإخراج، بفيلم قصير يتحدث عن أب وابنته أجبروا على عبور نقاط التفتيش في الضفة الغربية بعنوان "The Present" أو”الهدية“، الذي يعرض حاليا على نتفليكس، وفاز أخيرا بجائزة جائزة أفضل فيلم قصير بالدورة الحادية عشر لمهرجان مالمو للسينما العربية، وهو الآن مرشح لجوائز أكبر فيلم على جانبي المحيط الأطلسي في جوائز الأوسكار.

وفي غضون 24 دقيقة، يمتلك "The Present" فرضية بسيطة بشكل لا يصدق، إذ يتبع الرجل الذي انطلق مع ابنته الصغيرة لشراء هدية الذكرى السنوية لزوجته (ثلاجة ليست رومانسية تمامًا ولكنها عملية للغاية)، لكن الأمر ليس بهذه البساطة.

والرجل فلسطيني (الذي يقدمه نجم السينما والمسرح صالح بكري) يعيش في الضفة الغربية بالقرب من بيت لحم، وسرعان ما تتحول رحلة التسوق الخاصة به إلى سلسلة من الإحباطات المحبطة لأنه أجبر على التنقل في نقاط التفتيش، وجنود الجيش المدججين بالسلاح والطرق المنفصلة، وقضاء ساعات في الانتظار خلف القضبان حيث يتم فحص هويته وإعادة فحصها، وإعادة التفاوض بشأن ما يمكن أن يكون طريقًا بسيطًا، حواجز الجيش تظهر دون سابق إنذار. يأتي التأثير القوي للفيلم من بساطة مهمته والعقبات التي وضعت في طريقه (في مرحلة ما طلب من جندي السماح له بالمرور قائلًا "أريد فقط العودة إلى المنزل، منزلي فقط هناك"، مشيرًا إلى أعلى التل.

المخرجة النابلسية، الفلسطينية المولد تقول إنها زارت الضفة الغربية عدة مرات وشهدت نقاط التفتيش، الكبيرة والصغيرة، التي ينتشر أكثر من 100 منها هناك، ومع ذلك فإن الإلهام النهائي لقصتها جاء من صديقة تعيش في الخليل، حيث قسم كامل من المدينة القديمة، المعروف بشارع الشهداء، مغلق أمام سكانها العرب.

وهذا الرجل يعيش في شارع الشهداء ولديه حاجز على بعد 80 مترًا من منزله، وبغض النظر عن المكان الذي يريد أن يذهب إليه، وماذا يريد أن يفعل، ومن يريد أن يراه أو ماذا يريد أن يحصل عليه، يجب أن يمر عبر نقطة تفتيش، وتشير النابلسي إلى أن نقطة التفتيش هذه ذات حجم معين، مما يقيد ما يمكن عبوره. لذا إذا أرادت صديقتها أريكة جديدة، أو كما في الفيلم الجميل ثلاجة، فلن يكون ذلك ممكنًا.

ومن الناحية النظرية يمكنك طلب الإذن، لكن نقاط التفتيش هذه ليست موجودة هنا لتسهيل الحياة، بل أنها موجودة ”للإحباط عمدًا" والتشجيع بقوة على المغادرة.