العدد 4563
الإثنين 12 أبريل 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ماذا أقول له؟!
الإثنين 12 أبريل 2021

بدأ مسلسله المعهود قائلاً: تصّور أنه بعد شهرين أكون قد أكملت تسع سنوات من الخدمة مع هذه المؤسسة دون الحصول حتى على وظيفة رئيس قسم رغم الجهود المضنية التى بذلتها خلال هذه الفترة!. قاطعته ببرود لافت: وهل حقّقت أو ساهمت جهودك تلك في تطور العمل في المؤسسة؟ نظر إليّ بشيء من الاستغراب وهو يحاول التحكم في نبرات صوته: هل بدأنا في السخرية والتهكم؟


بصوت هادئ وبذات البرود أجبته: معاذ الله! كنت أريد أن أتعرّف على نتائج جهودك التي وصفتها بالمضنية تلك وأثرها في تطوير العمل!. قاطعني بحدّه هذه المرة قائلاً: أنت تعرف تمامًا ما قصدته!. الجهود التي قصدتها كانت عدد المرات التي قابلت فيها المسئولين طلبًا للترقية!. قاطعته متسائلاً: ولم تنجح جهودك تلك في الحصول على مبتغاك!. لماذا؟ أجابني على الفور، إنه الحظ السيئ أو عدم تقدير المسئولين!.


قلت لصاحبي المتذمّر: الحظ يا أخي هو التقاء التحضير مع الفرصة. هكذا يقول خبراء الإدارة. ماذا حققت خلال تلك السنوات غير التذمر؟ قاطعني بحدة قائلاً: لم آتِ إليك طالبًا للنصائح أو تقييمأدائي. وأنا أعلم منك في هذه الأمور.


قلت لصاحبي محاولاً إنهاء هذا اللقاء: يقول أحد خبراء الإدارة: يستطيع جميع الناس أن يكونوا نوابغ لو لم يكونوا كسالى!. ما رأيك؟ هل قمت بتغيير سلوكك السلبي؟ هل حاولت تحسين سجل انضباطك الوظيفي؟


نظر إلى صاحبي والغضب يتطاير من عينه: وقال: لا أدري ماذا حصل لك اليوم؟ فأنت لست الشخص الذي أعرفه! لن تراني بعد الآن!!


سيدي القارئ يقول عالم الادارة زيج زيجلر: “الشخصية ببساطة هي عادة استمرت فترة طويلة”. فعلاً وهذا ينطبق على شخصية صاحبنا المتذمر دائمًا فقد أصبح معروفًا في المؤسسة بالشخص المتذمّر الذي ينشر الطاقة السلبية والذي يتقن فنون التهرب من المسؤولية. ما رأيك سيدي القارئ في تعريف زيجلر للشخصية؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .