العدد 4547
السبت 27 مارس 2021
banner
هل سيغتنم الحوثي المبادرة السعودية؟
السبت 27 مارس 2021

أعلنت المملكة العربية السعودية الاثنين الماضي تقديم مبادرة سلام لإنهاء الحرب في اليمن سعياً منها لإيجاد حل سلمي قائم على أسس الدبلوماسية والحوار مع جميع أطراف الخلاف، حيث دائماً ما كانت الرياض تنادي الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة الحوار وحل القضايا المختلف عليها، ولنا في اتفاق الرياض الذي أنهى القتال بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية خير دليل وبرهان على ذلك.

هذه المبادرة التي تقدمت بها المملكة ليست الأولى من نوعها، فكثيرا ما تقدمت الرياض ومدت يد المصالحة للحوثي، لكن في أغلب الأوقات كان الحوثي يرفض أو ينقض المبادرات بعد أن ينقلب عليها، وفي ضوء ذلك ما الذي يمكن أن يجعلنا متفائلين هذه المرة؟

يخوض الحوثي الآن معركة شبه مصيرية له في مأرب وتعز، حيث يسعى لتعزيز موقعه على الأرض، خصوصاً في ظل التحركات والمتغيرات المتسارعة بعد وصول الإدارة الأميركية الجديدة التي تسعى لإعادة النظر في القضية اليمنية.

جماعة الحوثي كانت تظن وتعتقد أن الموقف الدولي سيميل تجاهها خصوصاً بعد أن رفع الرئيس الأميركي الجديد الجماعة من على قائمة الإرهاب وعين مبعوثا أميركياً للتفاوض وحل الأزمة، ذلك ما كان في الواقع على وشك أن يحصل، لكن الإدارة الأميركية فاقت بسرعة من ذلك الخطأ بعد أن أدركت أن قرار الحوثي ليس بيده بل هو أداة مسيرة من قبل طهران، ما وضع الحوثي مجدداً في وضع ليس في صالحه، والذي يمكن أن نقرأه من خلال مغادرة المبعوث الأميركي المنطقة دون إعلان أية نتائج على الرغم من اجتماعه مع الحوثي في عمان والذي من الواضح أنه لم يثمر شيئا.

من الحكمة إذا كان يمتلك الحوثي شيئاً منها أن ينتهز اليوم هذه المبادرة خصوصاً أنها تحمل له الكثير من الإيجابيات في ظل ما تقدمت به المملكة من بنود تشمل وقف إطلاق النار على الرغم من تفوقها في جبهات القتال وفتح مطار صنعاء، فهل سيستمع الحوثي اليوم لصوت المنطق والعقل ويغلق آذانه عن إملاءات طهران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية