+A
A-

داعش".. هل يسيطر مجددا على أراض بسوريا والعراق؟

تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية ضد تنظيم " داعش" في سوريا والعراق، خلال الشهرين الماضيين وجاءت هذه التحركات عقب تبني التنظيم عدة هجمات إرهابية بالبلدين.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق، الأحد، اشتباك القوات الأمنية مع عناصر إرهابية في جبل سنجار، إضافة إلى إحباط عملية تسلل لمجموعة إرهابية أخرى عبر الحدود العراقية- السورية.

وفي سوريا لم يختف المشهد كثيرا، وشنت الطائرات الحربية الروسية، 97 غارة جوية ضد مواقع داعشبمنطقة البادية على مدار يومين، ليطرح السؤال نفسه هل يعود التنظيم للتمركز في الدولتين وما مدى خطورة هجماته في الوقت الراهن؟

 

لا عودة لـ 2014

يقول العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تصريح لسكاي نيوز عربية "لن يعود تنظيم داعش إلى قوته التي كان عليها في 2014، خاصة وأنه لم يعدى يمتلك القدرة للسيطرة على مدن وقرى بأكملها".

ويوضح للموقع أن إعلان أميركا هزيمة داعش في 2019 يعني استرداد الأراضي السورية والعراقية من قبضته، وإزاحته من مشهد الحكم في تلك المناطق مثل الرقة ودير الزور والباغوز والحسكة بسوريا والموصل وسنجار وتكريت بالعراق التي احكم سيطرته عليها على مدار 3 سنوات".

ويتفق العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، مع الرأي السابق، قائلا " لن يعود داعش مرة أخرى للسيطرة على ساحة جغرافية في العراق وسوريا، ونجحت قوات التحالف الدولي في الدولتين للقضاء على عناصر التنظيم ولكن تظل فكرة الإرهاب قائمة وهو الأمر الذي يثير تخوفات لعودة الهجمات من جديد".

وفي مارس/آذار 2019، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية هزيمة داعش في سوريا، بينما أعلنت بغداد في ديسمبر 2017 استعادة كافة أراضيها من يد التنظيم.

 

ماذا يفعل داعش؟

على أرض الواقع، عاد إرهاب داعش يهدد وسط بغداد، باستهداف عشرات المدنيين في تفجيرين انتحاريين بمنطقة سوق الباب في مطلع العام الجاري، واستمرت سلسلة هجمات التنظيم بقتل 19 عنصرا من قوات الجيش السوري في منطقة البادية السورية.

وعن أسباب عودة هجمات التنظيم، يشير العميد سمير راغب، لموقع " سكاي نيوز عربية"، إلى أن فكرة داعش قائمة على البقاء والتمدد، لذا لجأ إلى الاختباء في صورة خلايا نائمة في مناطق شرق حمص ودير الزور وحماة ومنفذ البوكمال، مستغلا انشغال الجيش السوري بوضع إدلب.

ويضيف "وجد داعش البيئة الحاضنة بالعراق في ظل استمرار ممارسات الحشد الشعبي، إضافة لضعف الأجهزة الأمنية هناك لاعتمادها على فكرة المحاصصة في تشكيلها، وخفض أمريكا لقواتها ما أدي لانتشار عناصر التنظيم بمناطق القائم وجنوب الموصل والحدود العراقية – الإيرانية".

ويوضح الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التقييمات العسكرية الأميركية ترى أن داعش يجمع شتاته مرة أخرى على الحدود العراقية- السورية، والحدود السورية- الأردنية، وتمثل هذه البؤر خطرا يجب التعامل معه باستراتيجية واضحة، محذرا من تمدد التنظيم على خطوط التماس.

وعن خطورة عودة التنظيم، يرجع العميد خالد عكاشة الأمر إلى وجود عوامل محفزة تسهل عملية انتقال عناصره، من بينها الهشاشة الأمنية على الحدود وطبيعة تضاريس الجبال التي تمكنهم من الاختباء، وفرار عوائل من المخيمات والسجون خلال فترة كورونا، فضلا عن تشابك الأوضاع السياسية في البلدين.

 

 كيف نواجه؟

يقول فهمي "هناك رأيان داخل الاستخبارات الأميركية للتعامل مع داعش، الأول يميل إلى ترك الوضع هكذا لوقف استنزاف القدرات العسكرية، بينما يميل الرأي الثاني إلى المواجهة العسكرية، مرجحا أنالإدارة الأميركية الحالية تتبع استراتيجية المواجهة الاستباقية، ودفع التنظيم إلى حافة الهاوية لمنع بناء مسارات جديدة له".

ويرى عكاشة، أن الدعم الأميركي للعراق يجب أن يتمثل في تأمين الحدود بقوات عسكرية وتكنولوجيا متطورة، إضافة إلى حث الأطراف المتنازعة في سوريا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لسد الثغرات الأمنية أمام داعش.

بينما تصبح إعادة الإعمار في المناطق المحررة من داعش، وتطهير السجون والجبال من الخلايا النائمة، خطوات مهمة في مواجهة تحركات التنظيم الحالية، بحسب تفسير العميد سمير راغب.

وبمعاونة الطيران الحربي، أعلن الجيش العراقي بدء عمليات عسكرية واسعة لملاحقة خلايا داعش في بغداد وديالى وكركوك.

بينما استبعد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، خلال أعمال اجتماع أستانة15، عقد أي اتفاقات مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب من الأولوية لوقف أي فرصة تؤجج النزاع المسلح.