+A
A-

شركات الشيك على بياض تزدهر في تلك الأسواق بعد فورة طروحات في أميركا

بعد فورة من الطروحات الأولية في الأسواق الأميركية لشركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص SPACs أو شركات الشيك على بياض، تشهد أسواق آسيا ازدهارا لذلك النوع من الشركات وسط إقبال قياسي من قبل المستثمرين على الاكتتاب في أسهم تلك الشركات.

وبات سوق المال الإندونيسي ثالث البورصات الآسيوية التي يزدهر فيها ذلك النوع من الشركات بعد بورصتي هونغ كونغ وسنغافورا اللتين شهدتا تدفقات قياسية منذ مطلع العام الجاري، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".

وضخ المستثمرون نحو 3 مليارات دولار في أسهم شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص الآسيوية منذ مطلع العام الجاري ما يوازي ضعف ما تم ضخه خلال العام الماضي بأكمله، بحسب بيانات Dealogic التي أوردتها الصحيفة.

 

مخاوف في أوساط المستثمرين

ويثير ازدهار ذلك النوع من الشركات في أسواق المال الآسيوية حالة من المخاوف في أوساط المستثمرين نظرا إلى طبيعة المخاطر المرتبطة بتلك الشركات وقدرة القواعد التنظيمية في أسواق المال الآسيوية على التعامل مع تلك الشركات على غرار ما يحدث في أسواق المال الأميركية.

ولم تشهد الأسواق الآسيوية بأسرها العام الماضي سوى صفقة واحدة لطرح شركة استحواذ ذات غرض خاص فيما لم يتخط عدد الصفقات التي تم إبرامها على مدار السنوات الخمس الماضية سوى خمس صفقات فقط.

وتأتي تلك الفورة لذلك النوع من الشركات في الأسواق الآسيوية رغم الإجراءات التي تتخذها الجهات التنظيمية في بورصات آسيا لمنع استخدامها كباب خلفي للطروحات الأولية، بحسب ما ذكره محللون للصحيفة البريطانية.

 

عام استثنائي

وضخ المستثمرون نحو 100 مليار دولار في شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص العام الماضي، فيما تواصلت فورة الطروحات منذ مطلع العام الجاري في أسواق المال الأميركية على وجه التحديد، إذ جمعت الشركات نحو 58 مليار دولار منذ مطلع العام من خلال طرح 188 شركة.

واجتذبت شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص عددا من عمالقة الاستثمار في القارة الآسيوية منذ مطلع العام على كين هيتشر الذي يدير أعمال بنك الاستثمار العالمي غولدمان ساكس في القارة الآسيوية مع استهداف الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا.

 

شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص

وتعرف شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص على أنها شركات يتم إنشائها على وجه التحديد للاستثمار في أسواق المال إذ تعتبر تلك الشركات كيانا مدرجا في سوق المال من أجل الاستحواذ على شركات أخرى وإتاحة أسهمها للمستثمرين، ولا يوجد لدى تلك الشركات عمليات تجارية وتجمع رأسمالها بالكامل من خلال الطروحات، بحسب موقع Investopedia.

ويطلق على تلك الشركات أيضا Blank Cheque Companies أو شركات "الشيك على بياض" ويعود هذا الأمر بالأساس إلى عدم إطلاع المستثمرين على الخطط المستقبلية للشركة وبالتالي عدم معرفة كيفية استثمار أموالهم ما يعادل منح تلك الشركات شيكا على بياض من قبل المستثمر في إشارة إلى المخاطر التي تتضمنها عمليات الاستثمار في تلك الشركات.

وازدهر هذا النوع من الشركات بقوة في ثمانينات القرن الماضي ولكنه عاد للظهور في الآونة الأخيرة مع سيولة قياسية بالأسواق بفعل حزم التحفيز التي اتخذتها البنوك المركزية الكبرى حول العالم