+A
A-

سياسيون سعوديون لـ “البلاد”: محاولات مس سيادة الرياض.. فشلت

قال‭ ‬سياسيون‭ ‬سعوديون‭ ‬لـ”البلاد”‭ ‬إن‭ ‬الإجماع‭ ‬الشعبي‭ ‬والحكومي‭ ‬السعودي‭ ‬لتقرير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المسيس‭ ‬أظهر‭ ‬للعالم‭ ‬اجمع‭ ‬الموقف‭ ‬السعودي‭ ‬الداخلي‭ ‬موحدا‭ ‬وهو‭ ‬يصطف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته،‭ ‬مؤازرا‭ ‬ومساندا‭ ‬وداعما‭ ‬ورافضا‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستهداف‭.‬

وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬منتدى‭ ‬“البلاد”‭ ‬الخليجي‭ ‬المقرر‭ ‬انعقاده‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬بمشاركة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف‭ ‬الخليجية‭ ‬وبرلمانيين‭ ‬وقامات‭ ‬إعلامية‭ ‬عربية‭.‬

قلنا‭ ‬كلمتنا

‭ ‬وأكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العربية‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬السعودي‭ ‬هادي‭ ‬اليامي‭ ‬أنه‭ ‬“وبإجماع‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬قابل‭ ‬السعوديون،‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬برفض‭ ‬قاطع‭ ‬تقرير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأميركية‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تزويد‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأميركي‭ ‬به‭ ‬بشأن‭ ‬مقتل‭ ‬المواطن‭ ‬السعودي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ ‬عام‭ ‬2018‭. ‬وظهر‭ ‬للعالم‭ ‬اجمع‭ ‬الموقف‭ ‬السعودي‭ ‬الداخلي‭ ‬موحدا‭ ‬وهو‭ ‬يصطف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته،‭ ‬مؤازرا‭ ‬ومساندا‭ ‬وداعما‭ ‬ورافضا‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الاستهداف”‭.‬

وشدد‭ ‬اليامي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ”البلاد”‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬والشعب،‭ ‬والتقارب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بينهما،‭ ‬وهو‭ ‬العنصر‭ ‬الكفيل‭ ‬بإجهاض‭ ‬كافة‭ ‬محاولات‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬المملكة،‭ ‬وأسباب‭ ‬رفض‭ ‬التقرير‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬بجديد،‭ ‬وهو‭ ‬يجتر‭ ‬الأسطوانة‭ ‬الصدئة‭ ‬المكرورة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬سوى‭ ‬اتهامات‭ ‬واهية‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الأدلة‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬الأسانيد‭ ‬وتجافي‭ ‬المنطق‭ ‬وحقيقة‭ ‬الأشياء”‭.‬

وتابع‭ ‬“لا‭ ‬يعدو‭ ‬التقرير‭ ‬كونه‭ ‬استنتاجات‭ ‬خاطئة‭ ‬وكلاما‭ ‬مرسلا‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬القانون‭ ‬التي‭ ‬تلتزم‭ ‬بالدليل‭ ‬وتكتفي‭ ‬بالبرهان‭ ‬وتتعزز‭ ‬بالحيثيات،‭ ‬ولا‭ ‬عجب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬صدر‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬كانت‭ ‬تشهد‭ ‬سجالا‭ ‬وتصفية‭ ‬حسابات‭ ‬بين‭ ‬عناصر‭ ‬الحزبين‭ ‬الأميركيين،‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والجمهوري،‭ ‬وللأسف‭ ‬حاول‭ ‬بعض‭ ‬المشرعين‭ ‬الأميركيين‭ ‬إدراج‭ ‬حادثة‭ ‬مقتل‭ ‬خاشقجي‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬السجال‭ ‬الحزبي”‭.‬

وأكمل‭ ‬اليامي‭ ‬“المتتبع‭ ‬للحادثة‭ ‬المؤسفة‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬التزمت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬بجانب‭ ‬الشفافية،‭ ‬وتمسكت‭ ‬بالسير‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يقتضيه‭ ‬نظامها‭ ‬القانوني‭ ‬العريق‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬واضحة،‭ ‬وأعلنت‭ ‬بمنتهى‭ ‬الوضوح‭ ‬والصراحة،‭ ‬ولم‭ ‬تتردد‭ ‬السلطات‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬الجريمة‭ ‬فور‭ ‬وقوعها‭ ‬ووصفتها‭ ‬بأنها‭ ‬نكراء‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬قوانين‭ ‬البلاد‭ ‬وقيمها‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬تنأى‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬والإكراه‭ ‬وتتمسك‭ ‬بالأنظمة‭ ‬والتشريعات”‭.‬

وزاد‭ ‬“أن‭ ‬تصرفات‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬المعني‭ ‬شكلت‭ ‬تعديا‭ ‬واضحا‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها،‭ ‬لذلك‭ ‬تم‭ ‬توقيفهم‭ ‬جميعا،‭ ‬وتمت‭ ‬إحالتهم‭ ‬للتحقيق‭ ‬الفوري‭ ‬بواسطة‭ ‬الأجهزة‭ ‬المختصة‭. ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬بثه‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬حيثيات‭ ‬رافقت‭ ‬وقوع‭ ‬الحادثة،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬برفقة‭ ‬فريق‭ ‬مختص‭ ‬بزيارة‭ ‬موقع‭ ‬الجريمة،‭ ‬وجمع‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬كافيا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬اليقين”‭.‬

وواصل‭ ‬“استكمالا‭ ‬لسلسلة‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية،‭ ‬قامت‭ ‬النيابة‭ ‬بتوجيه‭ ‬تهمة‭ ‬القتل‭ ‬للمتهمين‭ ‬وأحالتهم‭ ‬لمحكمة‭ ‬مفتوحة‭ ‬راعت‭ ‬جميع‭ ‬الأعراف‭ ‬القانونية،‭ ‬وجرت‭ ‬أحداثها‭ ‬بصورة‭ ‬علنية‭ ‬ومفتوحة‭ ‬سُمح‭ ‬لممثلي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السفارات‭ ‬الغربية‭ ‬بحضورها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أولياء‭ ‬الدم‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬القضائي،‭ ‬وقد‭ ‬أجمع‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬استوفت‭ ‬كافة‭ ‬المعايير‭ ‬القانونية‭ ‬المطلوبة”‭.‬

وعن‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حيال‭ ‬حادثة‭ ‬خاشقجي،‭ ‬علق‭ ‬اليامي‭ ‬“كانت‭ ‬الأحكام‭ ‬رادعة‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬فداحة‭ ‬الجرم،‭ ‬حيث‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجزائية‭ ‬بالرياض‭ ‬أحكاما‭ ‬ابتدائية‭ ‬تقضي‭ ‬بقتل‭ (‬5‭) ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬قصاصا،‭ ‬وهم‭ ‬المباشرون‭ ‬والمشتركون‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وتم‭ ‬تخفيضها‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بعد‭ ‬عفو‭ ‬أولياء‭ ‬الدم‭ ‬ليصبح‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬سنة‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬والحكم‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات‭ ‬لمتهم‭ ‬واحد‭ ‬وسبع‭ ‬سنوات‭ ‬لمتهمين‭ ‬اثنين”‭.‬

وأضاف‭ ‬“أصبح‭ ‬الحكم‭ ‬نهائيا‭ ‬وواجب‭ ‬النفاذ‭ ‬طبقا‭ ‬للمادة‭ (‬212‭) ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجزائية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قوبل‭ ‬برضا‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬عائلة‭ ‬خاشقجي،‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬قد‭ ‬انتصرت‭ ‬للفقيد‭ ‬وعائلته”‭.‬

وقال‭ ‬اليامي‭ ‬“رغم‭ ‬التحفظات‭ ‬العديدة‭ ‬على‭ ‬التقرير‭ ‬والأخطاء‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬صاحبته،‭ ‬والرفض‭ ‬الواسع‭ ‬الذي‭ ‬قوبل‭ ‬به،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مثَّل‭ ‬أيضا‭ ‬صفعة‭ ‬قاسية‭ ‬في‭ ‬وجوه‭ ‬أعداء‭ ‬الحقيقة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ينتظرون‭ ‬خطوات‭ ‬أكثر‭ ‬منه،‭ ‬فالتقرير‭ ‬أغلق‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬لأنه‭ ‬الورقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يراهن‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬امتلأت‭ ‬قلوبهم‭ ‬بالغل‭ ‬والحقد،‭ ‬وطفقوا‭ ‬يروجون‭ ‬للإفك‭ ‬بوسائل‭ ‬عديدة‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬مأجورة”‭.‬

‭ ‬تصعيد‭ ‬مسيس‭ ‬

في‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬السعودي‭ ‬عبدالله‭ ‬العلمي‭ ‬ان‭ ‬الدافع‭ ‬الأول‭ ‬لاستهداف‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬مبعثرة‭ ‬لتقويض‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬مضيفا‭ ‬“أن‭ ‬التصعيد‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬تكهنات‭ ‬ظنية‭ ‬محشوة‭ ‬بالتخيلات‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬معلومة‭ ‬واحدة‭ ‬مؤكدة‭ ‬وإلا‭ ‬لتم‭ ‬نشرها‭ ‬وإثباتها‭. ‬التقرير‭ ‬إنشائي‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬تسريبات‭ ‬وفرضيات‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬أو‭ ‬البراهين”‭.‬

وأضاف‭ ‬العلمي‭ ‬أن‭ ‬“الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬الأمريكي‭ ‬المُتعثر‭ ‬واضح،‭ ‬وهو‭ ‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬حكومة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬اتخذته‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬قضائية‭ ‬متعارف‭ ‬عليها‭ ‬للتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المجموعة‭ ‬المتهمة‭ ‬بقتل‭ ‬خاشقجي،‭ ‬تم‭ ‬تقديمهم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬وصدرت‭ ‬بحقهم‭ ‬أحكام‭ ‬نهائية‭ ‬كما‭ ‬رحبتْ‭ ‬أسرة‭ ‬خاشقجي‭ ‬بالأحكام‭ ‬وأنتهى‭ ‬الأمر”‭.‬

وزاد”‭ ‬التصعيد‭ ‬الأمريكي‭ ‬فاشل‭ ‬قانونياً‭ ‬وقضائياً،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬بائسة‭ ‬لتسييس‭ ‬جريمة‭ ‬جنائية‭. ‬إضافة‭ ‬لذلك،‭ ‬استنتاجات‭ ‬التقرير‭ ‬الأمريكي‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭ ‬وأمام‭ ‬الشعب‭ ‬السعودي‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬خلف‭ ‬قيادته‭ ‬بقوة‭ ‬وعزم‭ ‬وصلابة،‭ ‬لإن‭ ‬هذه‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬اكذوبة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬توقعات‭ ‬واهية‭ ‬للاستغلال‭ ‬السياسي”‭.‬

وقال‭ ‬“وقفت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭ ‬موقفاً‭ ‬صلباً،‭ ‬بينما‭ ‬رقص‭ ‬الشتامون‭ ‬والمرتزقة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والعجم‭ ‬فرحا‭. ‬لا‭ ‬جديد،‭ ‬فحكوماتهم‭ ‬أدمنت‭ ‬النفاق‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬عدم‭ ‬كذبهم‭ ‬استثناء‭ ‬مشبوها”‭.‬

وتابع‭ ‬العلمي‭ ‬“هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يتعلمون‭ ‬من‭ ‬تجاربهم‭ ‬الفاشلة،‭ ‬لأن‭ ‬همهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬تفجير‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لاستكمال‭ ‬مشاريعهم‭ ‬التخريبية”‭.‬

واستطرد‭ ‬“كشفت‭ ‬قيادة‭ ‬المملكة‭ ‬عن‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنعاء‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬فهذه‭ ‬المبادئ‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬نبذ‭ ‬السعودية‭ ‬للعنف‭ ‬والتطرف‭ ‬وتمسكها‭ ‬بسياسة‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭. ‬كذلك‭ ‬اتخذت‭ ‬الرياض‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحادثة‭ ‬الاجرامية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عامين‭ ‬متتاليين،‭ ‬حاول‭ ‬الفاشلون‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬زلزلة‭ ‬استقرارنا،‭ ‬فباؤوا‭ ‬بالفشل‭ ‬والخزي‭ ‬والهزيمة”‭.‬

وزاد‭ ‬“رفضت‭ ‬حكومة‭ ‬المملكة‭ ‬رفضا‭ ‬قاطعا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الأمريكي‭ ‬من‭ ‬استنتاجات‭ ‬وأكاذيب‭ ‬مسيئة‭ ‬وغير‭ ‬صحيحة‭. ‬الرياض‭ ‬التزمت‭ ‬بتنفيذ‭ ‬القانون،‭ ‬وخضع‭ ‬الجناة‭ ‬لمحاكمة‭ ‬حضرها‭ ‬ممثلون‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬وممثل‭ ‬تركيا‭ ‬وأبناء‭ ‬المواطن‭ ‬خاشقجي”‭.‬

وأردف‭ ‬“كما‭ ‬اتخذت‭ ‬الدولة‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬لمحاسبة‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬عبر‭ ‬قضاء‭ ‬مستقل‭ ‬مشهود‭ ‬له‭ ‬بالإنصاف‭ ‬والنزاهة‭. ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر،‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬التحقيقات‭ ‬والمحاكمات‭ ‬حسب‭ ‬القانون‭. ‬الحكم‭ ‬القضائي‭ ‬قطع‭ ‬ضبابية‭ ‬الشكوك،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬التائقين‭ ‬لتفتيت‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية”‭. ‬هدوء‭ ‬الصادقين

وأوضح‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحافي‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬ربيع‭ ‬أنه‭ ‬“بعد‭ ‬أحداث‭ ‬سبتمبر‭ ‬الشهيرة‭ ‬تزايدت‭ ‬حدة‭ ‬التصريحات‭ ‬الأميركية‭ ‬تجاه‭ ‬بلادنا،‭ ‬ونفخ‭ ‬فيها‭ ‬أعداؤنا‭ ‬نفخا‭ ‬واجهته‭ ‬المملكة‭ ‬بهدوء‭ ‬الصادقين‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومع‭ ‬غيرهم،‭ ‬فالسعوديون‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬هم‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬تنظيمات‭ ‬خارجة‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬متغيبون‭ ‬عن‭ ‬بلدهم‭ ‬وحتى‭ ‬عن‭ ‬أهاليهم‭ ‬وقد‭ ‬بان‭ ‬ذلك‭ ‬لكل‭ ‬أمريكي‭ ‬حتى‭ ‬وأن‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬الفهم‭ ‬متأخرا”‭.‬

وتابع‭ ‬بن‭ ‬ربيع‭ ‬“في‭ ‬مسألة‭ ‬المرحوم‭ ‬خاشقجي‭ ‬جاء‭ ‬التصرف‭ ‬السعودي‭ ‬هادئا‭ ‬هدوء‭ ‬الصادقين‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم‭ ‬ومع‭ ‬غيرهم،‭ ‬وبنفس‭ ‬الهدوء‭ ‬كان‭ ‬رد‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تزويد‭ ‬الكونغرس‭ ‬به‭ ‬حول‭ ‬المسألة‭ ‬ذاتها،‭ ‬فبيّن‭ ‬الرد‭ ‬أنها‭ ‬جريمة‭ ‬نكراء‭ ‬شكلت‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬للقوانين‭ ‬السعودية‭ ‬ولأنظمة‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬فيها،‭ ‬وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬وصدرت‭ ‬بحق‭ ‬الفَعَلة‭ ‬أحكاما‭ ‬قضائية‭ ‬نهائية‭ ‬رضي‭ ‬عنها‭ ‬أفراد‭ ‬أسرة‭ ‬المرحوم‭ ‬خاشقجي”‭.‬

وأكمل‭ ‬“المسألة‭ ‬شأن‭ ‬سعودي‭ ‬بحت،‭ ‬وردّ‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ردّ،‭ ‬لكن‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تنفخ‭ ‬في‭ ‬الرماد‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تطرح‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬مناسبة‭ ‬بعث‭ ‬التقرير‭ ‬الخائب‭ ‬الذكر‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬بايدن‭ ‬فقالوا‭: ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إليها‭ ‬موجة‭ ‬الاعتراف‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬وقالوا‭: ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬السعودية‭ ‬لتبتعد‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران”‭.‬

وتابع‭ ‬بن‭ ‬ربيع‭ ‬“لن‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬تقف‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬موقفا‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬مكانتها‭ ‬ومع‭ ‬تاريخها،‭ ‬وأن‭ ‬بلادنا‭ ‬تقف‭ ‬موقف‭ ‬الخبير‭ ‬بإيران‭ ‬ومخططاتها‭ ‬ومغبة‭ ‬أي‭ ‬سماح‭ ‬لها‭ ‬بالتمادي‭ ‬في‭ ‬نواوياتها‭ ‬وبالتستياتها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تكرس‭ ‬فيه‭ ‬أمريكا‭ ‬لتوطيد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ويكرس‭ ‬فيه‭ ‬الديموقراطيون‭ ‬لتطبيع‭ ‬علاقتهم‭ ‬بإيران‭ ‬ضمن‭ ‬سياساتهم‭ ‬الاحتوائية‭ ‬المعروفة”‭.‬

وواصل‭ ‬“لن‭ ‬أنكر‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لكني‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬للانتقام‭ ‬من‭ ‬سلفه‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬أشبعه‭ ‬سخرية‭ ‬واستخفافا،‭ ‬بل‭ ‬طالما‭ ‬وصمه‭ ‬بعبارته‭ (‬جو‭ ‬الكسلان‭)‬”‭.‬