+A
A-

مريم أحمد لـ “البلاد”: “ نصفي الآخر” تهدف الى إعادة الشباب إلى لغتهم العربية

أصدرت‭ ‬الكاتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬مريم‭ ‬أحمد‭ ‬مجموعتها‭ ‬القصصية‭  ‬الاجتماعية‭ ‬الأولى‭ ‬“نصفي‭ ‬الأجمل”‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬إصدارات‭ ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر،‭ ‬حيث‭ ‬تمت‭ ‬طباعة‭ ‬2000‭ ‬نسخة‭ ‬كمرحلة‭ ‬أولى،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ريع‭ ‬البيع‭ ‬للجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬ومنها‭ ‬جمعيات‭ ‬الإعاقة‭.‬

“البلاد”‭ ‬التقت‭ ‬الكاتبة‭ ‬مريم‭ ‬أحمد،‭ ‬وأجرت‭ ‬معها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭: ‬

‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الكاتبة‭ ‬والقاصة‭ ‬مريم‭ ‬أحمد؟

‭ ‬كاتبة‭ ‬بحرينية،‭ ‬أم‭ ‬وجدة،‭ ‬موظفة،‭ ‬عاشقة‭ ‬حتى‭ ‬الأعماق‭ ‬للغة‭ ‬العربية،‭ ‬بدأت‭ ‬الكتابة‭ ‬منذ‭ ‬سنين‭ ‬دراستي‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬حلمي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لي‭ ‬مشروع‭ ‬أدبي‭ ‬خاص،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬قصة،‭ ‬أو‭ ‬رواية،‭ ‬ولكن‭ ‬الزواج‭ ‬والحياة‭ ‬وتربية‭ ‬الأبناء‭ ‬والانشغال‭ ‬بكل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬بهم،‭ ‬أجلت‭ ‬مشروعي،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬“الحياة”،‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬حفيدي‭ ‬ريان‭ ‬الذي‭ ‬ألهمني‭ ‬بكتابة‭ ‬أولى‭ ‬قصصي‭ ‬“هيامي”‭ ‬،‭ ‬وأنا‭ ‬جالسة‭ ‬وأثناء‭ ‬نومه‭ ‬وفي‭ ‬أول‭ ‬مهمة‭ ‬رسمية‭ ‬للاعتناء‭ ‬به،‭ ‬وكان‭ ‬حافزا‭ ‬للتفكير‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بتحقيق‭ ‬حلمي‭ ‬وطباعة‭ ‬وإصدار‭ ‬مجموعتي‭ ‬القصصية‭ ‬الأولى،‭ ‬وهي‭ ‬10‭ ‬قصص‭ ‬اجتماعية‭ ‬قصيرة‭ ‬تناسب‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬وترضي‭ ‬طموحهم؛‭ ‬لأن‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬جمعها‭ ‬في‭ ‬ألوانه‭ ‬المتعددة‭. ‬

 

‭ ‬كانت‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬الأداة‭ ‬التي‭ ‬رسمت‭ ‬بها‭ ‬معظم‭ ‬قصصك؟

‭ ‬نعم‭ ‬هذا‭ ‬كلام‭ ‬حقيقي،‭ ‬فأنا‭ ‬عاشقة‭ ‬ومغرمة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬وحتى‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬مفرداتها،‭ ‬ومجموعتي‭ ‬القصصية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬الشباب‭ ‬إلى‭ ‬لغتهم‭ ‬العربية،‭ ‬وتشجعيهم‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬فيها،‭ ‬ودعوتهم‭ ‬للعودة‭ ‬للقراءة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ولأجله‭ ‬كانت‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬هادفة‭ ‬ومستقاة‭ ‬من‭ ‬واقعنا‭ ‬البحريني،‭ ‬وأن‭ ‬تمنح‭ ‬الأمل‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬اختلطت‭ ‬أحداثها‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬الألم،‭ ‬أن‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬الواقع،‭ ‬لكن‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬تطويره،‭ ‬أن‭ ‬تحث‭ ‬على‭ ‬قطف‭ ‬ثمار‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬الحياة‭ ‬بإقدام،‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬ربما‭ ‬غفل‭ ‬البعض‭ ‬عنها‭. ‬

 

‭ ‬وما‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬المجموعة؟‭   ‬

المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬تهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رسالتها‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬وخاصة‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬والذي‭ ‬تضم‭ ‬مكتباتنا‭ ‬العائلية،‭ ‬ولكن‭ ‬نجد‭ ‬عزوفا‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬حاليا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يذكرني‭ ‬بزمن‭ ‬الجميل‭ ‬زمن‭ ‬الطيبين،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نستنشق‭ ‬رائحة‭ ‬الورق‭ ‬ونتعبق‭ ‬بعطر‭ ‬الكلمات،‭ ‬وتتمنى‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬بهذه‭ ‬النعمة‭ ‬مثل‭ ‬جيلنا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التطور‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يشق‭ ‬طريقه،‭ ‬ولأجله‭ ‬فسيتم‭ ‬توفير‭ ‬النسخة‭ ‬الإلكترونية‭.‬‭  ‬

‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬قصص‭ ‬المجموعة؟

لكل‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصصها‭ ‬العشر‭ ‬عنوانها‭ ‬الخاص،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاسم‭ ‬الموحد‭ ‬لها‭ ‬هو‭ ‬“نصفي‭ ‬الأجمل”؛‭ ‬لأننا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬النصف‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬نكتمل،‭ ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬أن‭ ‬نكمله‭ ‬بنصف‭ ‬أجمل،‭ ‬وقد‭ ‬يتأخر‭ ‬“النصف‭ ‬الاجمل”،‭ ‬ولكنه‭ ‬حين‭ ‬يحضر‭ ‬يزيدنا‭ ‬عشقا‭ ‬و”‭ ‬يُبهِر‭ ‬هيامنا،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬حبا‭ ‬يختار‭ ‬أو‭ ‬يُجبَر‭ ‬أن‭ ‬يرحل”،‭ ‬لينير‭ ‬الحياة‭ ‬حبٌ‭ ‬أكبر‭.. ‬“نور‭ ‬حياتي‭ ‬“‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬نصادف‭ ‬حبا‭ ‬نادرا‭ ‬“ولم‭ ‬نختبره‭ ‬قبلًا،‭ ‬يلوِّن‭ ‬حياتنا‭ ‬ونظل‭ ‬نعترف‭ ‬له‭ ‬فضلا‭ ‬“لولاكِ،‭ ‬أن‭ ‬النصف‭ ‬الأجمل،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬إنسانا،‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬إنسان‭ ‬“تحتوينا‭ ‬وتعلمنا‭ ‬فنون‭ ‬العطاء”‭ ‬لنحبها‭ ‬كما‭ ‬أحبتنا‭ ‬وأكثر‭ ‬“العمة‭ ‬أنجا”،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬جارا‭ ‬يرشدنا‭ ‬إليه‭ ‬الفضول‭ ‬ليتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬منارٍ‭ ‬يشعُّ‭ ‬نورا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬انطفأ‭.. ‬“جارنا‭ ‬خميس”‭. ‬

قد‭ ‬نجد‭ ‬الحب‭ ‬ثم‭ ‬يرحل،‭ ‬فنلتقي‭ ‬بآخر،‭ ‬وهل‭ ‬الحياة‭ ‬سوى‭ ‬“لقاء‭ ‬وافتراق‭ ‬ولقاء‭. ‬

النصف‭ ‬الأجمل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عُمرا‭ ‬جديدا‭ ‬يفتح‭ ‬أمامنا‭ ‬آفاقا‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فنتقبَّل‭ ‬الماضي‭ ‬ونحتضن‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭.. ‬“عشناها‭ ‬من‭ ‬جديد”‭.‬

قد‭ ‬يغادرنا‭ ‬الصديق‭ ‬والحبيب‭ ‬ليعاني‭ ‬في‭ ‬صمت،‭ ‬فنعود‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬العمر‭.‬

النصف‭ ‬الأجمل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قريبة،‭ ‬رغم‭ ‬بساطتها،‭ ‬تُعمِّر‭ ‬البيوت‭ ‬وتُقرِّب‭ ‬القلوب،‭ ‬معها‭ ‬نَعبر‭ ‬الدروب‭ ‬لتمرّ‭ ‬الأيام‭ ‬الحلوة‭ ‬والمرَّة‭ ‬بسلام‭.. ‬“قصة‭ ‬بحرينية”،‭ ‬قد‭ ‬نحب‭ ‬غريبة‭ ‬لا‭ ‬يجمعنا‭ ‬بها‭ ‬عرق‭ ‬أو‭ ‬وطن،‭ ‬نتقبلها‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬ومن‭ ‬أجلها‭ ‬نهاجر‭. ‬“وهاجر‭ ‬موسى”‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬القصص‭ ‬العشر‭ ‬للمجموعة‭ ‬كاملة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬طيات‭ ‬إحداها‭ ‬قصة‭ ‬أخرى،‭ ‬قصة‭ ‬في‭ ‬قصة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستمتع‭ ‬القارئ‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬استمعت‭ ‬في‭ ‬كتابتها،‭ ‬ولقد‭ ‬كتبت‭ ‬إحداها‭ ‬بلهجتنا‭ ‬البحرينية‭ ‬الجميلة‭.‬

 

ولماذا‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟

هناك‭ ‬نصوص‭ ‬حية‭ ‬جميلة‭ ‬نورت‭ ‬حياتي‭ ‬أحببتها‭ ‬وأحبتني‭ ‬وملأت‭ ‬حياتي،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬حياتي،‭ ‬وأنا‭ ‬غير‭ ‬نادمة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولعل‭ ‬التأخير‭ ‬أكسبني‭ ‬نضجا‭ ‬وخبرة‭ ‬مثلت‭ ‬إضافة‭ ‬أدبية‭ ‬لمجموعتي‭. ‬

 

‭ ‬لمن‭ ‬أهديت‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬ناقدك‭ ‬المتابع‭ ‬للعمل؟

أول‭ ‬نسخة‭ ‬استلمتها‭ ‬من‭ ‬المطبعة،‭ ‬اتجهت‭ ‬بها‭ ‬فورا‭ ‬لإهدائها‭ ‬لأمي،‭ ‬معلمي‭ ‬الاول‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬أما‭ ‬ناقدي‭ ‬المتابع،‭ ‬فهو‭ ‬ناقدي‭ ‬الأول‭ ‬والأصدق‭ ‬ابني‭  ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬عبدالصمد،‭ ‬فلقد‭ ‬أكسبها‭ ‬غلافا‭ ‬جميلا‭ ‬بريشة‭ ‬زوجته‭ ‬المبدعة‭ ‬الدكتورة‭ ‬والفنانة‭ ‬الجميلة‭ ‬رحاب‭ ‬راس‭ ‬رماني،‭ ‬عضو‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للفن‭ ‬المعاصر‭. ‬

خصصت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الريع‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المجتمعية‭.‬

هذا‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬الذي‭ ‬تربينا‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬رسمته‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬نصوص‭ ‬مجموعتي؛‭ ‬لذا‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الريع‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬أسير‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬روايتي‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بخط‭ ‬أولى‭ ‬أوراقها‭.‬