+A
A-

استقدام “ممتلكات” للخدم... قطع لأرزاق المواطنين

قوبل‭ ‬مقترح‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬أحمد‭ ‬الأنصاري‭ ‬بشأن‭ ‬قيام‭ ‬شركة‭ ‬ممتلكات‭ ‬بإنشاء‭ ‬شركة‭ ‬لاستقدام‭ ‬عاملات‭ ‬المنازل‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرها‭ ‬مختصون‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محله‭ ‬ولا‭ ‬يحل‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تقديمه‭ ‬وهو‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الاستقدام‭ ‬وحل‭ ‬مشكلة‭ ‬هروب‭ ‬العاملات‭.  ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬المقترح‭ ‬سيكون‭ ‬سببا‭ ‬لقطع‭ ‬أرزاق‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المكاتب‭ ‬وشركات‭ ‬استقدام‭ ‬العاملات‭ ‬والأيدي‭ ‬العاملة‭.‬

وذكروا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬مشكلة‭ ‬الهروب‭ ‬دون‭ ‬قانون‭ ‬محكم‭ ‬يغلظ‭ ‬العقوبات‭ ‬ويشدد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المكاتب‭ ‬ويقضي‭ ‬بتحمل‭ ‬الهاربة‭ ‬تكاليف‭ ‬عودتها‭ ‬وفرض‭ ‬غرامة‭ ‬جراء‭ ‬ارتكاب‭ ‬المخالفة‭.‬

كبح‭ ‬الارتفاع

من‭ ‬جانبه،‭ ‬رأى‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬محسن‭ ‬البكري‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬وجاهة‭ ‬ولا‭ ‬يحل‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬قطاع‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬الشركة‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬ولن‭ ‬يؤخر‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬هروب‭ ‬العاملات،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ضبط‭ ‬ظاهرة‭ ‬هروب‭ ‬الخادمات‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬آليات‭ ‬أخرى‭ ‬لضبطها‭. ‬وقال‭ ‬البكري‭ ‬إن‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض،‭ ‬وهناك‭ ‬اتفاق‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مغالاة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬الخادمات‭ ‬والعاملات،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬كبح‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬مشروع‭ ‬استقدام‭ ‬الخادمة‭ ‬يكلف‭ ‬ما‭ ‬يكلفه‭ ‬مشروع‭ ‬الزواج‭. ‬وأكمل‭: ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستقدام‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الرسوم‭ ‬الحكومية‭ ‬ورسوم‭ ‬الاستقدام‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للأيدي‭ ‬العاملة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كون‭ ‬أصحاب‭ ‬المكاتب‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬الذين‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬في‭ ‬مصلحتهم‭.‬

وقال‭: ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬الشركة‭ ‬الحكومية‭ ‬محل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬صحي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الحكومي‭ ‬يكون‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬المراقبة‭ ‬والتنظيم‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬والتسهيل‭ ‬لدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لدخول‭ ‬مجال‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أنظمة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬تتسم‭ ‬بالمرونة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالعرض‭ ‬والطلب‭. ‬

تغليظ‭ ‬العقوبات

وصف‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عادل‭ ‬اليحيى‭ ‬الاقتراح‭ ‬بـ‭ ‬“الفاشل،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬تشريع‭ ‬يحميه‭ ‬ويضبط‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬العاملات‭ ‬المنازل‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمهم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬ينظم‭ ‬ويحدد‭ ‬عمل‭ ‬سجلات‭ ‬مكاتب‭ ‬الخدم‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬فرض‭ ‬اشتراطات‭ ‬على‭ ‬استقدام‭ ‬الخدم‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المواطن،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الخدم‭ ‬هو‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬يطمح‭ ‬له‭ ‬المواطن،‭ ‬وذلك‭ ‬بتحديد‭ ‬شركة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬لاستقدام‭ ‬الخدم‭ ‬وتقليص‭ ‬الخيارات‭ ‬أمام‭ ‬المواطن،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬المجال‭ ‬للمواطن‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الجنسية‭ ‬والعدد‭ ‬حسب‭ ‬حاجته‭ ‬ومتطلباته‭ ‬دون‭ ‬تقليص‭ ‬الخيارات‭ ‬أمامه‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬فراغا‭ ‬تشريعيا‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغليظ‭ ‬عقوبات‭ ‬الخدم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬هروبهن‭ ‬ومن‭ ‬يعاونهن؛‭ ‬إذ‭ ‬يتفق‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬تضررهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المنتشرة،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬سجلات‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وضمان‭ ‬التنافسية‭ ‬المعقولة،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬ضبط‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحكومة‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭ ‬الشركة‭ ‬الحكومية‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬مشكلة‭ ‬الهروب‭ ‬دون‭ ‬قانون‭ ‬محكم‭ ‬يغلظ‭ ‬العقوبات‭ ‬ويشدد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المكاتب‭ ‬ويقضي‭ ‬بتحمل‭ ‬الهاربة‭ ‬تكاليف‭ ‬عودتها‭ ‬وغرامة‭ ‬لهذه‭ ‬المخالفة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضبط‭ ‬مبالغ‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬استقدام‭ ‬العاملات،‭ ‬إذ‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬المكاتب‭ ‬الوهمية‭ ‬التي‭ ‬تنصب‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وتستغل‭ ‬حاجة‭ ‬الناس‭.‬

تغريم‭ ‬الهاربات

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬صاحبة‭ ‬مكتب‭ ‬مملكة‭ ‬سمر‭ ‬للأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬سمر‭ ‬القرشي‭ ‬إن‭ ‬المقترح‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬أصحاب‭ ‬مكاتب‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحقق‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬يهدف‭ ‬إليها‭ ‬وهي‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬هروب‭ ‬الخادمات‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬استقدام‭ ‬العمالة‭. ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬سيكون‭ ‬سببا‭ ‬لقطع‭ ‬أرزاق‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المكاتب‭ ‬وشركات‭ ‬استقدام‭ ‬العاملات‭ ‬والأيدي‭ ‬العاملة،‭ ‬الذين‭ ‬يتفقون‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محله‭ ‬ولم‭ ‬يؤخذ‭ ‬برأيهم‭ ‬لحل‭ ‬مشاكل‭ ‬الهروب‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهم‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬وبينت‭ ‬القرشي‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬العقوبات‭ ‬الرادعة‭ ‬للمخالفات‭ ‬من‭ ‬الخادمات‭ ‬والعمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الهرب،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تغرم‭ ‬الخادمة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الهرب‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬الألف‭ ‬دينار،‭ ‬وهي‭ ‬العقوبة‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إليها‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬إجراءات‭ ‬تتخذ‭ ‬بحق‭ ‬الهاربات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬صلاحية‭ ‬إقامتها‭. ‬وتابعت‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الاستقدام‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاقات‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للعمالة‭ ‬كالهند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬وكينيا،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬اتفاقية‭ ‬الاستقدام‭ ‬الوحيدة‭ ‬المبرمة‭ ‬هي‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وجمهورية‭ ‬الفلبين‭ ‬فقط‭.‬