عذرًا سيدي القارئ إن وجدت في العنوان شيئًا من الغموض ووضعك هذا أمام تساؤلات: ما المراد من عبارة الظل، وما علاقة هذا الظل بالمنصب الإداري؟ وكيف يفقد المسؤول ظله ومتى؟ ؟ حسنًا “لنبدأ معًا الكشف عن مكامن ذاك الغموض فنقول: الظل في مساق مقالتنا هذه هو رمز للسلطة الإدارية أو الصلاحيات التي يجب أن تكون مرافقة ولصيقة بالمنصب كالظل وإن حدث خلاف ذلك، أي نزعت السلطة من المنصب فإننا نكون قد قرّرنا أن نجعل من صاحب المنصب شخصية بلا ملامح تستحق منا الكثير من الإشفاق.

اسمح لي الآن سيدي القارئ أن أضع أمامك مفهوم السلطة لنتعرّف على حجم أهمية ودرجة التصاقها بالمنصب. يعرّف معجم المصطلحات الإدارية السلطة بأنها: “الحق الرسمي للموظف في السيطرة على الموارد واتخاذ القرارات اللازمة لمقابلة مسؤوليات الوظيفة ويشمل هذا الحق في إصدار الأوامر وتوقيع العقوبات ومنح المكافآت”. انتهى. والآن أعرض أمامك سيدي القارئ الموقف التالي لنعرف كيف يتم نزع السلطة من المنصب:

بعد تهنئته بالمنصب قال رئيس مجلس الإدارة مخاطبًا الرئيس التنفيذي الجديد: الآن أنت ربان هذه السفينة وقائدها ونحن في المجلس نرسم لك الموانئ التي ستتوجه إليها. أما القرارات المتصلة بكيفية الوصول وما تحتاجه في رحلتك للوصول إلى تلك الموانئ فهي من اختصاصك وأنت صانعها ولن نتدخّل فيها. واجبنا يقتصر على تقديم الدعم لك خلال رحلتك هذه. أثناء خروج الرئيس التنفيذي من المكتب بادره رئيس المجلس قائلاً: لا تنس أن تضعني في الصورة دائمًا وقبل اتخاذ أي قرار.

أعجبت بالأسلوب المهني الراقي الذي بدأ به المصرفي المعروف الأستاذ مراد علي مراد مهمته رئيسًا تنفيذيًّا لبنك البحرين والكويت. يقول مراد في هذا السياق: “تم إبلاغي باختياري لمنصب الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت، طلبت منهم أن أكتب مسوّدة كتاب التعيين ذلك من أجل تحديد مسؤلياتي بوضوح لتفادي التدخل المباشر في صلاحياتي من قبل مجلس الإدارة كما كان سائدًا في السابق”. ما رأيك سيدي القارئ.