+A
A-

"ألو شباب"... تجارب ومواقف لأحمد الشملان

لا شيء مستحيل يا شباب، فكل شيء في هذه الحياة يمكن أن يتحقق بالكفاح والمثابرة. فاعملوا ولا تيأسوا ولا تتعجلوا النتائج، ولا تجعلوا الإحباط يسيطر عليكم ويوقف مسيرتكم إذا ما واجهتم صعوبة من الصعوبات، فكاميلا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الجديد تم انتخابها من قبل خمسين ولاية أمريكية يسافر إلى بعضهم البعض بالطائرات لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في الولايات المتحدة، وهي لأب هندي وأم من جواتيمالا.

كما أن الرئيس جو بايدن نفسه من أصول اسكتلندية، وقد احتفلت بلدة جده المهاجر إلى الولايات المتحدة قبل أيام بوصوله إلى رئاسة أكبر دولة في العالم.

وقد تكون المعاناة سببا في عظمة الإنسان ووصوله إلى المجد، وكما يقول الشاعر الفرنسي دي موسيه، لا شيء يجعلنا عظماء سوى ألم عظيم.

هذه رسالة ضمنية يوجهها أحمد عبدالله الشملان للشباب من خلال سرده بعض تجاربه ومحطات حياته لم يقلها بحروفها، ولكن قالها بلسان الحال من خلال ما يحكيه من مواقف وتجارب.

في كتابه "ألو شباب"، بدأ الشملان بتوثيق شعاره في هذه الحياة وهو التوكل على الله، وهو شعار يملأ صاحبه بالقوة والتصميم ويحصنه من اليأس والإحباط.

وقد استهل الشملان كتابه بالقول: يقولون إن الشباب لا يقرأون وبل يقرأون، الشباب هم العنصر المنتج في المجتمع، وهم طاقته الإبداعية، والإبداع عنصر من عناصر الاستمرار في الحياة التي تتغير وتتطور لتلبي متطلباتها، والاطلاع هو غذاء الروح والفكر، والقراءة هي المخزون الحقيقي للإبداع.

الشباب هم الطاقة والتحدي وماكينة الإنتاج لكل شيء جديد يطوع لخدمة المجتمع، والقراءة هي الأداة الأهم للتطور والنهوض بالمجتمعات، هي إسمنت الأساسات، والنفس للأحياء، وذاكرة الإنسان، فكيف يتخلى الشاب عن وسيلة التطور والنمو؟ نعم إنهم يقرأون، قد يتكاسل البعض أحيانا كالشمس عندما تغيب، لكنها تعاود الشروق وتستمر في مد الحياة بالطاقة والحرارة والنشاط؛ لذا فإن "ألو شباب" مساهمة متواضعة نضعها بين أيدي شبابنا لتضيء مئة وعشر محطات في حياتهم بأسلوب حوار من القلب إلى القلب، قصيرة سريعة وواضحة، ومن خال وجل. هذا العمل نرتجي حسن المثوبة من الله عز وجل.

ثم انتقل الشملان إلى الحديث عن أمه التي أثرت فيه وكانت أهم أسباب نجاحه واستقراره في الحياة برضاها عنه وحكي كيف استطاع أن يتأكد من هذا الرضا قبل أن ترحل عن دنياه.

ثم تعرض للأسباب التي تكون سببا لانحراف الشباب أو إحباطه وعدم إقباله على العلم والتفوق.

ونصح الشباب قائلا لا تنسى بأن والديك قد علقا أملا كبيرا عليك، وبذلا كل جهدهما ليوفرا لك حياة مريحة لتتفرغ لدراستك، ويدعوان الله ليل نهار أن تكون من المتفوقين وتحقق كل أمنياتهم وأحلامهم فيك، وإذا أردت أن تعرف حقيقة مهمة حاول أن تركب على سلم وعندما تنظر إلى الأسفل سترى كل شيء صغيرا، وأصدقاؤك الذين تركوا الدراسة من ضمنهم، هذا هو الفرق بن النجاح والفشل. اعتبر هذه الرسالة من والدك.

هذا الكتاب جاء في صورة رسائل تلغرافية قصيرة ومركزة موجهة للشباب وليس في صورة موضوع واحد، حيث دعا الشملان الشباب إلى عدم الركون إلى الشهادة العلمية وعدم التفكير في العمل بمهنة مختلفة عن تخصصه العلمي، فلابد أن يفكر الشباب خارج الصندوق في هذا الزمن الصعب ولابد أن يبحث الشباب عن النجاح من خلال أي مهنة شريفة وعدم ترك اليأس يسيطر عليهم، وهم جالسون في البيت في حال عدم قدرتهم على الحصول على وظيفة في التخصص العلمي الذي حصلوا عليه.

وواصل الكاتب رسائله حتى نهاية الكتاب الذي يقع في مئتي صفحة ويتناول كل ما يشغل الشباب في التعليم والوظيفة والخطوبة ومشكلاتها والزواج بلغة مسلية وخفيفة تتناسب مع لغة ومرح الشباب، منتقدا بشكل لطيف حالات التشبه والمحاكاة المضرة بين الشباب من الجنسين، فالشاب شاب والفتاة فتاة وتشبه أحدهما بالآخر يشذ عن الطبيعة البشرية السليمة ويخالف قيم مجتمعنا الشرقي الإسلامي.

لا يمكن إذن حصر مضمون هذا الكتاب أو تلخيصه في هذه الزاوية، حيث تتعدد الرسائل المهمة بالنسبة الشباب، وهي رسائل يربط بينها شيء واحد، وهو أنها موجهة أكثر إلى فئة الشباب ومرتبطة بتطلعاتهم وأحلامهم ومشكلاتهم.