إن أكثر ما يبعث على الاستياء حقيقة هو عدم الالتزام بالاحترازات والإجراءات الصحية للحد من انتشار الفيروس، خصوصا أنه في المقابل هناك من يبذل قصارى جهده من كوادر طبية وصفوف أمامية وأفراد المجتمع ممن يشعرون بالمسؤولية الكاملة تجاه وطنهم ومجتمعهم، وبالتالي يأتي لزامًا على كل أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين الالتزام التام لتتكاتف الجهود بغية الحد من انتشار المرض، والسيطرة عليه، بل والقضاء عليه وعلى أشكاله الجديدة بمشيئة الله تعالى.
إن بعض الممارسات الخاطئة من الأفراد، وكذلك بعض المحلات التجارية من مطاعم ومقاه مثلًا، وما إلى ذلك، تكلف الكثير من الجهد والوقت والتضحية والمادة، وإن هذا التقاعس والتهاون لهو أشد ما يمكن أن يضر الوطن، وهنا تأتي المسؤولية الواجبة لحمايته، والوقوف صفًا واحدًا لمحاربة الفيروس، وهو أمر لا يحتاج إلى توعية كبيرة، بل أمر ينبغي أن يكون نابعًا من الفرد الذي ينتمي إلى هذه الأرض، المؤمن بضرورة الحفاظ على مجتمعه، وحماية نفسه وأهله من المخاطر.
كما أن اللقاح المتوافر، الذي وفرته المملكة بالمجان، كان أمل الكثيرين في إيجاد حل سريع ومجد للخروج من هذه الجائحة الصحية التي تجتاح العالم بأسره، وعندما توافر العلاج، لم يكن من الإيجابي، ولا المنطقي أن يعارض البعض التطعيم، أو أن يشكك فيه، أو أن يترهب، فذلك غاية في العجب أن تتمنى شيئًا، وعندما يتوافر، وبهذه الطريقة التي تنم عن جهود مبذولة واضحة، تتخلف عن الاستفادة منه!
لست متخصصًا، ولا مؤهلًا للخوض في هذا الموضوع، لكن كل المتخصصين، والجهات الحكومية المسؤولة، أكدوا أن اللقاح آمن، وبالتالي فإن الثقة في الله، والثقة في المعنيين الساهرين على أمننا الصحي، بتلبية النداء، لحل المعضلة التي نجابهها منذ فترة لم تعد قصيرة.