العدد 4470
السبت 09 يناير 2021
banner
اللهجة الآسيوية
السبت 09 يناير 2021

في سنة من السنوات عندما كنت بإحدى الدول الخليجية الشقيقة، اضطررت للحديث عربياً بلهجة آسيوية لإيصال ما أريد قوله إلى أحدهم، وقوبل هذا التصرف باستغراب تام من الشخص المرافق لي، وهو أحد أبناء الدولة الخليجية الشقيقة تلك.

إن ما درجنا عليه هو محاولة تلوين لهجتنا البحرينية عند الحديث مع الآسيويين، إما إيماناً منا بأنه الطريق الأسهل والأسرع لإيصال المعنى والمفهوم إلى الطرف الآخر، أو قد يكون تواضعاً من البعض، على أية حال، إن هذا التصرف قد يعتاد عند الحديث أيضاً مع الأطفال، وبالتالي محاولة استخدام بعض الكلمات التي يستخدمونها عادة للتعبير عما يختلجهم من أفكار، وما ابتكروه من مسميات ومفردات، بذات الهدف الذي يراه الفرد مثمراً لإسراع عملية التفاهم والنقاش، لكن هذا التصرف مع الهدف المرجو منه، يصيب اللهجة في مقتل؛ فالطبيعي والمفترض أنه على الآخرين أن يحاولوا التحدث كما نتحدث، وليس أن نغير من لهجتنا وكلماتنا حتى يفهمونا؛ فمن ابتكر كلماته الجديدة، يمكنه التمييز يوماً ما ومعرفة الكلمات الأصلية، ويحاول حفظها ونطقها كما ينبغي أن تكون.

نحن بحاجة إلى الحفاظ على موروثنا اللغوي الشعبي، خصوصا أننا في زمن تطرأ فيه على أحاديثنا الدارجة يومياً الكثير من المفردات الدخيلة مثل الكلمات الإنجليزية، ما يؤدي إلى عدم استخدام بعض المفردات الخاصة بنا، ومن ثم اندثارها، كما حصل للكثير منها في لهجتنا الشعبية، فحلت محلها مفردات غربية، إلى الدرجة التي أصبحت فيها بعض المفردات في لهجتنا الأساس غير معروفة، وغير مفهومة للجيل الحالي، فما بالك بالأجيال المقبلة، وهو ما يضعنا حقيقةً أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على لهجتنا البحرينية الأصيلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .