العدد 4456
السبت 26 ديسمبر 2020
banner
نظرية العلاقات
السبت 26 ديسمبر 2020

هناك نظرية لربما تكون صحيحة، إذا تأملنا فيها بشكل منطقي وواقعي، فهي تتبنى مفهوم أن كل العلاقات ما بين البشر أساسها المصلحة، مهما كانت هذه العلاقة، أساسية أم ثانوية، وأن ذلك ما قد يفسر أنه متى ما تنتفي المصلحة تفنى أو تتأثر العلاقة بالسلب، بغض النظر إن كانت علاقة مادية أو معنوية.


يقول ضليعو العلاقات العامة إن بناء العلاقات الاجتماعية وشبكة المعارف والاتصالات، يفيد الفرد على المدى البعيد، وأن لذلك أسساً يجب اتباعها حتى يتمكن مختص العلاقات العامة أو حتى أي فرد في المجتمع من بناء شبكة علاقات متينة تفيده في تسيير أموره، وأعماله، وتسهيلها، وتذليل بعض الصعاب، وما إلى ذلك من فوائد حياتية، وبالتالي فإن أي بناء وتعزيز موفق للعلاقات، يأتي بالمصلحة على صاحبها عاجلاً أم آجلاً.


وإنا لنعلم أن العلاقات والروابط الاجتماعية لا تقتصر على المصالح المادية وحسب؛ فهناك علاقات الحب والود بين مختلف أفراد المجتمع، ومنها العلاقات الأسرية، وعلاقات الصداقة والزمالة، إلا أنها أيضاً – وفقاً للنظرية – علاقات مصلحية لحاجة الإنسان إلى إشباع الجانب النفسي لديه، كما هو احتياجه إلى الإشباعات المادية، وبناء على ذلك فإن كل العلاقات دون استثناء أصلحها المصلحة!


وإننا إذا آمنا بأن العلاقات في مجملها مبنية على المصلحة، فإنه مع انتفاء المصلحة، لا يجدر الامتعاض من انقطاع أو تأثر أية علاقة، لكن من المؤلم حقيقةً، أن يقتنع الفرد تماماً بأنه لا حب بلا مصلحة، ولا صداقة بلا مصلحة، من غير أن يدرك أن المشاعر لها السمو أينما حلت، ولا يمكن أن تضاهيها المجردات يوماً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية