العدد 4454
الخميس 24 ديسمبر 2020
banner
صناعة الإشاعات
الخميس 24 ديسمبر 2020

بات من السهل جداً أن نرى في كل يوم محتويات هابطة، بلا معنى، أو محملة بالإشاعات التي لا يراد منها إلا تعكير الصفو، أو خلق المشكلات، سواء كان أساسها صبيانياً أم مرضياً أم مدروساً، وذلك بسبب ما أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي لكل فرد يملك جهازاً ذكياً من إمكانية نشر أي محتوى أراد وصناعة الإشاعات.


إن المصدر من أبرز ما نوليه نحن العاملون في المجال الصحافي أو الإعلامي اهتماماً بالغاً، وأكثر ما يهمنا في الأمر أن يصنف من قبلنا على أنه مصدر موثوق؛ أي نثق بالمعلومات أو الأخبار الصادرة أو المستقية منه، كما أن معرفة المصدر حق المعرفة تكشف حيثيات ما وراء الخبر؛ عندما يتعامل معه بغير حرفية مثلاً، أو يصاغ صياغة خاصة، أو يهتم به أو يهمل بشكل واضح، ونحن في زمان تحول فيه مستخدمو الأجهزة الذكية إلى أدوات لنشر الأخبار، وهو ما يحتم توخي الحذر بالتأكد التام من المصادر؛ لضمان المصداقية والموضوعية قبل التصدي لإعادة النشر.


إن أخذ الأخبار من مصادرها الصحيحة والموثوقة، وعدم التسرع في إعادة نشر أي خبر قبل التحقق منه، يسهم في استقرار المجتمعات، وإحباط أية محاولات من شأنها أن تضر بالمصالح العامة أو الخاصة، أو تثير البلبلة والمشكلات، علماً أن الأجهزة الذكية لا تجعل من مستخدميها إعلاميين أو صحافيين؛ لأن العمل الصحافي والإعلامي تحكمه قوانين، وقواعد، ومهارات، لا يدركها أو يتمتع بها أي فرد، وهو الفاصل الحقيقي الذي نعرفه بين الصحافي المتمرس المؤهل، ومستخدمي الأجهزة الذكية ذوي الآيديولوجيات والخلفيات الثقافية والاجتماعية المتباينة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .