العدد 4470
السبت 09 يناير 2021
banner
ثلاثة إصدارات مهمة جديدة
السبت 09 يناير 2021

حفل عام 2020 بصدور عدد من الإصدارات المهمة، أذكر منها مما بين يدي ثلاثة: "لا مركزية التعليم في البحرين" للدكتورة منى عباس فضل، "الكلمة من أجل الإنسان" للأستاذ عبدالله خليفة، كما صدرت مجموعة المجلدات الخمسة الأخيرة من "موسوعة البحرين التاريخية"، إشراف الدكتور محمد حسن كمال الدين، وشارك في تحريرها المشرف نفسه وكل من د. منصور محمد سرحان، د. تمام همام تمام، د. علي اهلال، د. سالم النويدري، الأستاذ خالد السندي، الأستاذ عبدالله خليفة الغانم.

الكتاب الأول الذي راجعه لغوياً الأستاذ جعفر الصميخ، ووضع مقدمته وزير مختص بحقل موضوع مادة الكتاب، ألا وهو وزير التربية والتعليم الأسبق المفكر البحريني علي فخرو، تناولته المؤلفة في أربعة فصول: مفهوم الإدارة العامة ومسار تطورها، اللامركزية والأنماط المدرسية، ممارسات مدير المدرسة الإدارية ونمطها القيادي، تفسير نتائج الدراسة الميدانية ومناقشتها.


وإذ صدر الكتاب قبل ظهور كوفيد - 19 وما فرضه من تسيير العملية التعليمية بنظام التعليم إلكترونياً عن بعد؛ وما أثاره أيضاً ويثيره تطبيق هذا النظام الطارئ المتبع عالمياً من ردود فعل وآراء متباينة بين الطلبة والمختصين بالعملية التعليمية من مدرسين وقيادات تنفيذية عليا، فإن المأمول أن تُكتب دراسات مستقبلا عن كيفية ممارسات الإدارة المدرسية ونمطها القيادي وفق نظام التعليم عن بعد، إذ تناولت المؤلفة هذا الموضوع في الفصل الثالث في ضوء النظام الاعتيادي قبل ظهور الوباء. والكتاب الذي بين أيدينا (518 صفحة) عبارة عن رسالة دكتوراه مقدمة إلى جامعة القديس يوسف اللبنانية نالت عنه المؤلفة بجدارة تقدير جيد جداً، وهو أعلى تقدير تمنحه هذه الجامعة لطلابها، وحظيت بتقريظ من الهيئة العلمية التي ناقشت رسالتها التي كُتبت بمنهجية علمية رصينة، والكتاب في تقديرنا لا يُشكل فقط إضافة مهمة للمكتبتين البحرينية والعربية، بل يُعد واحداً من أهم الكتب النادرة التي صدرت في خليجنا العربي في هذا الموضوع بهذا المستوى من التحليل الرصين والذي يُجدر بوزارات ومؤسسات التعليم المعنية في البحرين ومجلس التعاون دراسته والاستفادة من خلاصاته المهمة؛ سيما أن مؤلفته تناولته من الناحيتين النظرية والتطبيقية مستندة إلى 263 مصدراً بالعربية، و43 مصدراً ومرجعاً بالإنجليزية.

وفي الكتاب الثاني (747 صفحة) يتناول الصديق الراحل عبدالله خليفة بالتحليل والنقد الموضوعي 63 شخصية بارزة لعبت أدواراً سياسية وثقافية متفاوتة الأهمية في تاريخ الفكر العربي - الإسلامي والمعاصر، بدءاً بإبراهيم البليهي وإبراهيم العريض وابن المقفع وابن خلدون؛ ومروراً بسيد القمني وداروين وسلامة موسى، وليس انتهاء بنجيب محفوظ وهادي العلوي ونصر حامد أبو زيد.


أما الإصدار الثالث فيتعلق بالموسوعة التاريخية التي كتب افتتاحيتها رئيس الوزراء الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ووضع مقدمتها مشرف الموسوعة الدكتور محمد حسن كمال الدين، وسبق أن تناولناها في مقالين صحافيين خلال العقدين الماضيين، وبصدور مجلداتها الخمسة الأخيرة تستكمل مجلداتها التسعة لتغطي بذلك فترة طويلة خصبة من تاريخ حضارة بلادنا العظيمة خلال حقب متعاقبة تمتد من حضارة دلمون (2800 ق. م) حتى كامل القرن العشرين فمطلع ألفيتنا الجديدة الحالية، غداة تولي جلالة الملك سدة الحكم وإعلان مشروعه الإصلاحي.


وسواء اتفق المرء أو اختلف مع هذه الجزئية أو تلك الجزئية من الموسوعة، فهذا من طبائع الأمور المسلم بها في كل إصدارات جديدة في العالم، لكن المقطوع به في تقديرنا أنها ستشكل حتماً واحدة من أهم المراجع العلمية المتعلقة بتاريخ البحرين بوجه خاص؛ وخليجنا العربي بوجه عام. وأخيراً فما تقدم في هذه العجالة ليس سوى إضاءات سريعة عابرة أولية حول تلك الإصدارات الثلاثة المهمة المفيدة، ونأمل أن تسنح لنا في المستقبل الفرصة لتناول كل منها على حدة بصورة مختصرة وافية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .