وأنا أتصفح ملحق صحيفة “البلاد” الأخير “أضواء البلاد” الذي صدر بمناسبة العيد الوطني المجيد، لفتت نظري وجوه عديدة تربطني بهم معرفة أو صداقات، رغم اختلافنا في الفكر والآراء، والعرب لطالما نادوا دولياً بمبدأ التسامح بين الأديان والمذاهب والقوميات المختلفة، لكن قلما طبقوه في حياتهم اليومية داخل بلدانهم، وأنت لتجد وجوهاً تختلف معها في الفكر والآراء لكن يدهشك ما يتحلون به من تواضع وخصال إنسانية تفتقدها عند الكثير ممن يشاركوك في الرأي والفكر الواحد.

ومن تلك الوجوه التي نُشرت في الملحق سأكتفي هنا بتناول ثلاثة: الأول الأخ الكاتب ورجل الأعمال الأستاذ يوسف صلاح الدين صاحب البشاشة والابتسامة الدائمة، تعرفت عليه منذ أوائل التسعينيات بعدما ربطتني معه زمالة الكتابة الصحافية على صفحة واحدة، ويمتاز بالهدوء والتحاور الحضاري، ثم توثقت علاقتي به بحكم عضويتنا في جمعية تاريخ وآثار البحرين، ولطالما اختلفنا في أمور كثيرة، أو كتب ردوداً نقدية أو إضافات أو تصحيحات صحيحة لمعلومات وردت في مقالاتي ووجدني أتقبلها والعكس صحيح؛ دون أن يفسد الخلاف للود بيننا قضية. والثاني الأستاذ أحمد البحر الرئيس التنفيذي لصحيفة “البلاد”، عرفني عليه الصديق الدكتور محمد الصياد أوائل العقد الماضي إبان مشاركتنا في مؤتمر رسمي عُقد في الكويت؛ فهو إذ تشعر وهو يكلمك بمعالم الحياء تكتسي محياه؛ يمتاز بدماثة الخلق والتواضع والهدوء في إبداء آرائه والعلم الغزير في الكتابة عن الإدارة ومشكلاتها، وقد توطدت معرفتي به خلال حضورنا ندوات مركز كانو الثقافي. الثالث هو الدكتور محمد نعمان وسبق أن نوهت هنا بخبراته العلمية ومناقبه الإنسانية، عدا ذلك لعله من القلائل من الخبراء المعروفين بتشجيعهم الكفاءات البحرينية في الدراسات والمقالات الصحافية، ولا أنسى في هذا الصدد دوره في احتضان قلمي وغيري من البحرينيين على صفحات مجلة الدراسات الاستراتيجية السابقة المعروفة بدراساتها العلمية الرصينة.