+A
A-

هيئة الفضاء وجامعة البحرين: توظيف الذكاء الاصطناعي لرصد الانسكابات النفطية

بناء على مذكرة التفاهم المبرمة بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وجامعة البحرين، تم التعاون مع الباحثة الدكتورة فاطمة عبدالقادر البلوشي الأستاذ المساعد في كلية تقنية المعلومات لتنفيذ تطبيق إلكتروني مبني على الذكاء الاصطناعي، عبر استخدام الخوارزميات للتنبؤ وتحديد مواقع الانسكابات النفطية في منطقة الخليج العربي باستخدام الصور الفضائية والبيانات المتحصلة من الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد.
 
وقالت الدكتورة فاطمة البلوشي: التطبيق الذي أعمل على تنفيذه بالتعاون مع فريق من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على منطقة الخليج العربي تجاوزت دقته 87%، حيث ان الانسكابات النفطية تعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تسبب التلوث في بيئة الخليج وتؤثر على نظامه البيئي وتضر بالحياة البحرية، وتؤدي إلى كوارث بيئة واقتصادية وأمنية كبيرة.
 
وأضافت؛ هناك حاجة ملحة لتحديد واكتشاف انتشار الانسكابات النفطية بصورة عاجلة تمكن الجهات المختصة من معالجتها والحيلولة دون انتشارها، ونطمح من خلال هذا المشروع لتصميم تطبيق يمكن استخدامه على المستوى العالمي ليشمل كافة الدول المطلة على والبحار والمحيطات.
 
من جانبها قالت عضو فريق الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء التقنية، شيماء شوقي المير: تم اثبات فاعلية الخوارزميات الخاصة بهذا المشروع باستخدام قاعدة بيانات عالمية لمنطقة الخليج العربي، ويتم فحص الأداء عبر المقاييس الكمية والتحليل وفق أفضل الممارسات في مثل هذه المشاريع.
 
وبينت عضو فريق الهيئة التقنية عائشة علي الهاجري أن إنتاج ونقل وتكرير النفط الثقيل يواجه تحديات بيئية عديدة، وقد بذلت كبريات شركات النفط الجهد لجعل نقل الزيت الثقيل أكثر كفاءة، من ذلك استثماراتها الضخمة في بناء تقنيات الاستشعار عن بعد والتعلم الآلي بهدف الكشف المبكر عن أية مواقع محتملة للتسريب في أجسام الناقلات وأنابيب النقل وغيرها لتجنب أية كوارث قد يسببها تسرب الزيت على نطاق واسع، وما قد يسببه ذلك من خسائر فادحة.
 
وأوضح عضوي فريق الهيئة المهندس إبراهيم علي البورشيد والمهندسة منيرة جاسم المالكي أنه تم إعداد التطبيق للتعرف على الانسكاب النفطي وحدود تمدده والتغيرات التي قد يمر بها مع مرور الوقت وفي ظل الظروف البيئة المختلفة، بما في ذلك درجات الحرارة واتجاه الرياح ودرجة ملوحة المياه وعمقها والتيارات المائية وغيرها، كما أنه قادر على اكتشاف تلوث المياه، والمساهمة في تفادي وقوع حوادث الانسكاب النفطي، حيث إن التقنية المستخدمة في هذا التطبيق مبنية على خوارزميات تم إعدادها من قبل أعضاء الفريق على مدى عدة شهور. ولقد تم استخدام عدد كبير من الصور لبقع نفطية حقيقية لتدريب البرنامج عليها بطريقة تسمح له بتوصيف حدود البقع النفطية بما يسهل على المستخدمين تحديد الاحداثيات الخاصة بمواقع التسربات.
 
يجدر بالذكر إن فكرة المشروع تبلورت من خلال مشاركة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في هاكاثون المرأة البحرينية 2019 والذي أقيم تحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفه، قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حيث أحرزت الهيئة المركز الأول بمشروعها "مراقبة والتنبؤ بالانسكابات النفطية في الخليج العربي".

وتم تبني فكرة تحويل المشروع إلى تطبيق من قبل الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، إيماناً منه بأهميتها في المساهمة في الحفاظ على البيئة ولما لها من أبعاد في تعزيز استخدام التطبيقات الفضائية المعززة بالذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الشاملة والمستدامة، ولضمان اتمام هذا المشروع بنجاح حرص على تدريب عدد من منتسبي الهيئة من خلال ابتعاثهم لأفضل وأرقى الجامعات العالمية ومراكز التدريب المتخصصة وزيارة مراكز المراقبة البحرية لمنطقة الخليج العربي ومملكة البحرين والوقوف آخر التقنيات المستخدمة في هذا المجال، إضافة إلى توفير البيانات الفضائية الحديثة والبرمجيات المطلوبة للعمل على تنفيذ التطبيق في وقت قياسي نسبيا، مع متابعته المباشرة للتقدم المحرز في هذا الجانب وسعيه لإشراك الجامعة الوطنية في تنفيذ هذا التطبيق المبتكر.

كما وجد فريق المشروع دعما معنويا كبيرا من قبل المجلس الأعلى للمرأة ومن المجلس الأعلى للبيئة والذي حرص على تذليل الصعاب لقيام أعضاء الفريق بزيارات لمقر المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في دولة الكويت الشقيقة.