+A
A-

عالم واحد للجميع. كتاب عن اضمحلال سيطرة الغرب

يؤكد تشارلز كوبتشان في كتابه "عالم واحد للجميع" الذي ترجمه إلى العربية كمال السيد، وصدر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، أن هيمنة الغرب على مراكز القوة في آسيا والشرق الأوسط في غضون الفترة من 1500 إلى 1800 بدأت تتهاوى مع نهوض الصين والهند والبرازيل وغيرها من القوى.

ورغم أن معظم الخبراء الاستراتيجيين يسلمون بذبول سيطرة الغرب، فإنهم يؤكدون أن مثله التأسيسية: الديمقراطية والرأسمالية والقومية والعلمانية، ستواصل انتشارها بما يكفل احتفاظ النظام الغربي بتفوقه، لكن هذا الكتاب يفند هذا الرأي بقوة، مؤكداً اتجاه العالم نحو التنوع السياسي والإيديولوجي، وأن الدول الصاعدة لن تذعن لقيادة الغرب ولن تأخذ بطريقه

لقد تحقق صعود الغرب نتيجة ظروف اجتماعية واقتصادية خاصة به، في حين تتبع الدول الصاعدة حالياً طريقها الخاص إلى الحداثة ولها مفاهيمها الخاصة عن النظام المحلي والدولي.

يوضح الكتاب أن معظم الاستراتيجيين يسيئون فهم طبيعة التحديات الأساسية التي يطرحها التوزيع العالمي للقوة، فالحكمة السائدة تقول إن القوى الغربية يتعين عليها استغلال الساعات الأخيرة في صدارتها لتولي قيادة البلدان إلى محيط النظام الليبرالي الدولي الذي شادته.

وحسبما يقول جون أيكنبري فإن الغرب يتعين عليه أن "يغرس جذور هذا النظام إلى أعمق ما يمكن" وبذلك يضمن أن "النظام الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن يظل المهيمن في القرن الحادي والعشرين" ويتعين على الغرب بينما لا تزال لديه القوة اللازمة للقيام بذلك، أن يكمل عملية مد نطاق قيمه ومؤسساته لباقي الكرة الأرضية وحتى فريد زكريا الذي سلم بأن "عالم ما بعد أمريكا" ينتظرنا، سقط في الفخ الفكري نفسه، فقد كتب "إن تحول القوة خير لأمريكا إذا انتهج بطريقة سليمة" إن "العالم يمضي في الطريق الأمريكي وتغدو البلدان أكثر انفتاحاً وصديقة للسوق وأرسخ ديمقراطية."​