اقترب العالم من صياغة الفقرات الأخيرة من كتاب ٢٠٢٠ الذي يجمع حصيلة عام لن تنقلب آخر صفحاته دون ذاكر وذكرى، لأنه باختصار “عام مختلف” بعنوانه ومضامينه، تسارعت أحداثه ومفاجآته، حتى امتلأت صفحاته، صاغتها قلوب عاشت الحدث واللحظة، تأثرت وعاصرت، وأفاضت بخلجات الكثير من القصص، أبطالها هم صانعو الحدث بكل ما يحوي من إنجاز حتى ولو جاءت حصيلة ذلك العديد من التجارب بخلاف المأمول في هذا العالم المتسارع في التغيير، ومهما اختلفت القصة والنتيجة، بالتأكيد يأتي ذلك حسب استعداد البشر وقدراتهم في تقبل المتغير من الظروف وتأثيرها في سيرورة الحدث ذاته، وهو ما يستحق هذه التأملات الواقعية في صفحات الكتاب المرموق لأنه في النهاية يصنع قوة بشرية مستعدة لمتغيرات أكبر وأشد لما هو مقبل من أحداث، ولما هو مختلف ومستجد، ولنا في النموذج البحريني ما صاغ في فصول هذا الكتاب خير مثال وأجدر بالوصف، انعسكت فيه جمالية الحدث بالصورة وأثبت للعالم المتغير استحقاق الصعود نحو عالمية مستمرة في قبول التحديات وصناعة التأثير، وهذا كله منبع فخر واعتزاز وقصة صاغها أبطالنا في الكتاب كي تكون شاهدة على حداثة المغزى وصلاحيته مدى الأزمان.

من ذلك كله، سيكون العالم ونحن معه على موعد مع الجديد المستمر والمتغير الفريد الذي يصنعه مستوى قبولنا وتقبلنا للاستعداد التام لصناعة نماذج تضاهي الحدث وترفع قدر البشر بشكل أكبر، الذين كلما رفعوا أنفسهم وتقبلوا الواقع بما فيه من تقلبات استطاعوا الثبات والانطلاق بكل قوة، لأنه فعلاً عصر الأبطال الذين أكملوا بعزم سطور كتاب لم يكن سهلا إخراجه دون جهد وعناء، والآن نحن على موعد مع عهد جديد، لتكون البداية الجديدة بما يوازيها من طموح، لنستقبل العهد الجديد بكل ما نمتلك من طاقات تقولب ما تبقى من تحديات وتستمر، نحتفل معها كلما ارتفعنا عنها بالمزيد، تلك الحياة التي بدأت لن تنتهي إلا بعزم شديد لتكون عنوانًا لفصل جديد يتصدر كتاب 2021.