العدد 4455
الجمعة 25 ديسمبر 2020
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
القضاة المدعومون بالذكاء الاصطناعي
الجمعة 25 ديسمبر 2020

من المقرر أن يحل الذكاء الاصطناعي محل العديد من الوظائف البشرية في المستقبل، لكن هل ينبغي أن تكون وظيفة المحامين والقضاة من بين هذه الوظائف؟ نستكشف هنا أين يتم بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنظمة القضائية حول العالم، ونناقش ما إذا كان ينبغي أن يلعب دورًا أوسع.. وعلى وجه الخصوص، هل يمكن، أو ينبغي تطوير ذكاء اصطناعي يمكنه إصدار أحكام على كائن بشري حي؟


قد يكون الأمر من الصعب تصديقه، لكن الذكاء الاصطناعي وأشكالا أخرى من الخوارزميات المتقدمة يتم استخدامها بالفعل على نطاق واسع في العديد من الأنظمة القضائية حول العالم، ففي عدد من الولايات داخل الولايات المتحدة الأميركية، على سبيل المثال، يتم حاليًا استخدام الخوارزميات التنبؤية للمساعدة في تقليل العبء على النظام القضائي.


من أجل تحقيق ذلك، تقوم إدارات الشرطة الأميركية باستخدام خوارزميات تنبؤية من أجل تطوير استراتيجيات لأماكن نشر قواتها بشكل أكثر فعالية، عن طريق استخدام تحليل إحصاءات الجرائم التاريخية وتكنولوجيا مثل التعرف على الوجه، ومن المأمول أن يساعد هذا المستوى من الأتمتة في تحسين فعالية مواردهم البشرية. وتستخدم الخدمة القضائية الأميركية أيضًا أشكالًا أخرى من الخوارزميات، تسمى خوارزميات تقييم المخاطر، من أجل المساعدة في التعامل مع قضايا ما بعد الاعتقال.


في الصين، أصبح القضاة المدعومون بالذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة. معلنةً أنه “الأول من نوعه في العالم”، قامت مدينة بكين بتقديم مركز خدمة التقاضي عبر الإنترنت والذي يضم قاضيًا بالذكاء الاصطناعي من أجل أنواع معينة من الدعاوى القضائية. القاضية، والتي تُدعى شينخوا “Xinhua”، هي أنثى اصطناعية لها جسد، وتعبيرات وجه، وصوت، وأفعال تستند إلى قاضية بشرية تعيش في الدائرة القضائية في مدينة بكين.


تميل العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التنبؤية التي تستخدم تعلم الآلة إلى التدريب باستخدام مجموعات البيانات الموجودة أو المعلومات التاريخية الموجودة، في حين أن هذا يبدو وكأنه نهج منطقي نسبيًا، إلا أنه يعتمد بشكل كبير على نوع وجودة البيانات المقدمة.


يتمثل أحد الاستخدامات الرئيسية لتعلم الآلة والبيانات الضخمة في تحديد الارتباطات، أو الارتباطات الظاهرة، ضمن مجموعات البيانات، وقد يؤدي هذا إلى نتائج إيجابية كاذبة، في حالة البيانات المتعلقة بالجريمة، وقد لا يكون مفيدًا جدًا في الواقع لتحديد الأسباب الكامنة وراء الجريمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .