يتعاظم السلوك البشري إلى حد التطرف في كثير من الأحيان بعد الأزمات التي تعصف بالأفراد أو المجتمعات أو حتى الدول، لذلك تجد أن السلوك البشري بحاجة للمعاينة والتنقيب والدراسة المستمرة خصوصا بعد المحن أو المآسي أو الكوارث الطبيعية لا قدر الله.
ولا يخفى على أحدكم ما مرت به الحياة مؤخرا من امتحان كبير أو قد تكون عثرة للبعض بسبب ما خلفته جائحة كورونا من فوضى استطاع البعض الاستفادة منها فيما لم يستطع الآخرون القيام بنفس الفعل. والتجارب كثيرة على السلوك البشري، منها المدروس بشكل دقيق في أبحاث علمية وأكاديمية توضح مدى التغيير الذي يطرأ على السلوك الإنساني بعد مجابهة الأزمات، لكنني هنا سأتحدث بلغة العامة، بعيدا عن الأكاديمية أو لغة العلوم، وسأتطرق إلى ما يحدث من جلبة وتصميم على تخزين الأطعمة طويلة الأمد بعد انتهاء الحروب بسبب الخوف والقلق من خوض تجارب جديدة يحتاج فيها الإنسان إلى مؤونة كافية من أطعمة واحتياجات خاصة، ويصبح السائد في هذه الحالة عدم الاطمئنان والحرص الشديد على كل شيء يعتقد الإنسان أنه بحاجة له كما كان في وقت الأزمة التي عايشها، وباعتقادي ان الوضع لن يختلف كثيرا عالميا بالنسبة لجائحة كورونا وقد قمت بإجراء عدد من الاتصالات مع كبار السن حول العالم ممن شهدوا عددا من الأحداث والأزمات والحروب، وتأكد لي أن بعضهم مصمم على استخدام الكمام حتى بعد الانتهاء من الجائحة، وهو ما قد يختلف فيه جيل الشباب أو صغار السن ممن لم يشهدوا أية أزمة عاصفة من قبل في حياتهم.
ومضة
خلاصة القول، إننا بحاجة حقيقية إلى أبحاث تقيم لنا السلوك الإنساني بعد هذه الجائحة، وإن كنا من الشعوب المحظوظة التي تعاملت بحنكة واقتدار مع الجائحة بتوجيهات سديدة من جلالة الملك المفدى وخطط واضحة قدمها فريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لكل المواطنين والمقيمين، وهي درس حقيقي في إدارة الأزمات، وقد تتبلور أمامنا نتائج لبحث مفيد يوضح مدى رفعة السلوك البشري في مملكة البحرين مقارنة مع دول أخرى لم تستطع مجاراة الجائحة.