في عالم الرسم والفنون يأتي لنا في كل حين مبدع يعطينا رؤية وأفكارا جميلة، تحول لوحة الشخصية وكأنها حقيقة وجالسة أمامك، وهذه الأفكار تنشر ثقافة الجمال في المملكة للنهوض بالذوق العام. حول ذلك كان لنا هذا اللقاء مع الفنانة فاطمة علي والتي تروي لنا قصص لوحاتها المبدعة:

حدثينا عن بداياتك في الفن؟
منذ أن كنت صغيرة أغوص في عوالم من الخيال أثناء انكبابي على دفتر الرسم وأعيش خيالات وعوالم أنا أصنعها بمحض إرادتي وكيف أشاء، كنت أرسم على جدران البيت أشكالا لفتيات وأخرى لفتيان وشيء من الحيوانات والنباتات كالأشجار والزهور وفسحة السماء الزرقاء وجمال البحر ورحيق هوائه، في المدرسة كانت حصة التربية الفنية هي مملكتي كنت أعشقها حد الخيال، بل كنت أذهب المدرسة حبا لها، كنت أرسم دون توقف. كنت أرسم على كل ما تقع عليه يديَّ.

 ما أول رسوماتك؟ وماذا كان موضوعها؟
اول رسمة رسمتها محفوظة لدي، وأعتز بها كثيرا، حيث كانت الدافع الأول لي وهي من وضعتني على طريق الفن والرسم، ومن خلالها تيقنت أن الرسم والفن هما طريقي وملاذي، وهما اللغة التي أتحاور بها مع داخلي من عوالم، وهما اللغة التي أتواصل بها مع عالم الخارج.

ما دور الرسم في تطور شخصيتك؟
الرسم أعطى الكثير لشخصيتي وصقلها وجعل مني إنسانا آخر ترى الأمور بمنظور الفن، بل أصبح هو طريق تفكيري ورؤيتي لكل ما حولي، الفن جعلني أزن كل ما يدور من حولي، وكيف له أن يكون مادة لعمل فني قابلا للرسم والتعبير، جعل مني إنسانا يرى الإنسانية بمنظور آخر، وكيف أرى خلق الله عز وجل لكل ما حولنا، وكيف نشأ هذا الخلق من هذا الخالق العظيم، حيث إن الفن هو دراسة لكل ما في الحياة، وهو إعادة تأمل لها.

من أين يستلهم الفنان هذه المهارات؟
مهارات الفن والرسم تأتي من الممارسة اليومية للرسم فعلا وقراءة واطلاعا لا يتوقف عند حد ما، الفنان مطالب بالتجديد والتغيير، وهذان لا يأتيان إلا من خلال العمل الدءوب والمستمر، زيارة المعارض غاية في الأهمية، والاطلاع على تجارب الآخرين يثري ويغني النتاج الفني، واليوم وسائل التواصل الاجتماعي إضافة بعد آخر في صقل المواهب وتطويرها والكثير في هذا المجال.

 ما الذي تحرصين على توافره في لوحاتك؟
أحرص في أعمالي دائما على تواجد القيم الإنسانية والصفات الجميل، لكل ما هو جميل ويسمو بالروح البشرية إلى أعلى درجاتها؛ لذا أحاول جاهدة أن تكون الروح والمشاعر حاضرة في العمل بكل صدق وأمانة.

حدثينا عن سر رسمك بالأسود والأبيض؟
الرسم بالأسود والأبيض يضيف على العمل طابع خاص من حيث اختزال جميع الألوان الطيف في لونين إن صح التعبير، وهذا النوع من الرسم يعتبر الأساس في دراسة الفن الأكاديمية وإتقان الدرجات بين الأبيض والأسود، والتي عددها 99 درجة يحتاج لعين قادرة على التمييز بين درجة وأخرى ويد قادرة على السيطرة التقنية لهذه الدرجات.

ما رأيك بالواقع الفني اليوم؟
الواقع الفني اليوم به الكثير وعليه الكثير وخصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الفن متاح بصورة أكبر وأكثر وأصبح الوصول للمعارض ومشاهدتها افتراضيا أسهل وأيسر، وبالمقابل هناك بعض المآخذ من حيث إتقان العمل الفني وإمكان أطلق لقب فنان، فالفنان لقب ليس بالسهل والبسيط أن يطلق وكما قيل سابقا الفنان شيخ الفنانين.

لقاء محمد حميدان
 جامعة البحرين