العدد 4432
الأربعاء 02 ديسمبر 2020
banner
الإسلام... أم العثمانية الجديدة؟
الأربعاء 02 ديسمبر 2020

هناك فرق كبير بين من يدافع عن الإسلام والمسلمين، وبين من يستخدم الإسلام ويستخدم فريقا من المسلمين في تحقيق طموحاته وأحلامه السياسية، وهناك فرق بين من يدافع عن الإسلام ومن يدعم الإرهاب الذي يطعن الإسلام أكثر من أي عدو آخر، وإذا كان هناك إسلاموفوبيا في هذا العالم فلا يجب أن يقوم بعض المسلمين بتوفير الفرصة والمبرر لمن يقومون بتغذية هذه الفوبيا، ولا شك أن الجماعات الإرهابية التي ترفع راية الإسلام، والإسلام منها براء، أكثر من يوفر هذه الفرصة لرعاة الإسلاموفوبيا أينما وجدوا.


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا المسلمين إلى نبذ الخلافات حتى يتمكنوا من الدفاع عن المقدسات في كلمة ألقاها السبت الماضي عبر تقنية الفيديو في المؤتمر السنوي الـ 23 للجمعية الإسلامية الأميركية، وقال “إنه إلى جانب وباء كورونا، واجه المسلمون هذا العام فيروس معاداة الإسلام الأسرع انتشارا”، وحتى هنا لا بأس فالدعوة إلى نبذ الخلافات دعوة سامية ومهمة لتوحيد الصفوف، لكن كيف يحدث هذا في ظل قيام أردوغان نفسه باستخدام المسلمين في قتل المسلمين من خلال تسليح وتمويل الجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق ليقوموا بقتل بني جلدتهم وبني دينهم؟! هل هذا لمصلحة الإسلام؟ وهل هذا يؤدي لتوحيد الصف الذي ذكره أردوغان في كلمته؟ هل هذا يفوت الفرصة على الإسلاموفوبيا في أنحاء العالم أم يغذيها؟


إنه من الجيد أن أردوغان نفسه قال في نفس الكلمة “إن السبب الحقيقي وراء تصاعد معاداة الإسلام هو الخلافات بين المسلمين، وانشغالهم ببعضهم”، فمن الذي مول ومن الذي سلح هؤلاء الذين يزرعون الفرقة ويسعون لمحو الدول من على الخريطة؟ هل الإسلام هو ما يريده أردوغان أم العثمانية الجديدة واستعادة ميراث الأجداد؟


وفي حديثه عن سياسة بلاده تجاه أزمات العالم الإسلامي، قال الرئيس التركي إن تركيا تتعامل مع الأزمات المختلفة في العالم الإسلامي من منطلق الدفاع عن المظلومين في سوريا واليمن وفلسطين وإقليم ناغورني قره باغ الذي كان تحت الاحتلال الأرميني، داعيا المسلمين للدفاع عن القدس، ولو بأرواحهم، واصفا المدينة المحتلة ومقدساتها بأنها شرف الأمة الإسلامية. فكيف هذا؟ وكيف توضع القدس ويوضع شرف الأمة الذي ذكره أردوغان في سياق واحد مع ما يقوم به في ليبيا وسوريا واليمن؟! ومن هم المظلومون الذين يدافع عنهم هناك؟ كيف هذا والمسلمون هم الوقود وهم الضحايا في معارك أردوغان من أجل المظلومين؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية