هناك قلة من القادة الذين أدوا أدوارا حاسمة في التاريخ، وتركوا آثارا خالدة ستبقى محفورة على جدران السماء، قادة حولوا مجرى التاريخ الإنساني بأفعالهم ومواقفهم، واسم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه يقف في طليعة هؤلاء، فقد كان من أهم الشخصيات القائمة في هذا الزمن والمحيط الزاخر بالعطاء، وبصيرة نافذة لا تحيط بأبعاد الحاضر وحسب، إنما تستشرف آفاق المستقبل، وهب ذاته لوطنه وشعبه وجعل الطريق أمامهم صافيا ورديا وكان معهم إلى آخر دقيقة من حياته طيب الله ثراه.

خليفة بن سلمان “حبيب الشعب” كان أكبر من قائد، هو جزء كبير من حياتنا كمواطنين، إنه خالد بمواقفه وأفعاله وتضحياته في سبيل البحرين، وستظل مسيرته العطرة مبدأ ومدرسة وأعظم كتاب في تاريخنا كتبت سطوره بتعبه وتضحياته.

كان طيب الله ثراه المعنى الحقيقي لنجاح البحرين والقوة الكامنة في قلوب الشعب، هذا الشعب الذي تعلم منه الثقة والعزيمة والإصرار والتحدي وتحمل المسؤولية في أقسى وأشرس أوقات التآمر والعدوان، فسموه سار بالبحرين في طريق التطور الحضاري المذهل ودوره الطليعي شهد له العالم بمختلف جهاته الأربع، أبصرنا إلى الطريق الصحيح وزودنا بأعلى درجات الانتصار، وبذل الجهود المثمرة للمحافظة على أمننا واستقرارنا، شارك الشعب كل شيء وتحدث إليهم حديث القلب للقلب واستمد قوته منهم، صغارا وكبارا وأبناء يدينون للأمير خليفة بن سلمان رحمه الله كل هذا الحب الذي يزين التاريخ ويقدم للآخرين أسمى معاني ومفاهيم العلاقة الوطيدة بين الحاكم والمحكوم، والألفاظ تتجمد حينما نتحدث عن هذا القائد الفذ وصانع المعجزات والشخصية العظيمة التي صنعت تاريخنا.

ذات يوم قال لنا سموه طيب الله ثراه في مجلسه عبارة بحجم رحاب الكون وهي “شعب البحرين أفشل كل المؤامرات لأنه شعب يمتلك الوعي والمعرفة ولن يفرقه أحد، ثقتي في شعبي كبيرة للمحافظة على أمننا واستقرارنا”... نعم يا سيدي سيبقى أبناء شعبك على عهد مسيرتكم، وسيقتدون بصلابة مواقفكم وعزيمتكم من أجل البحرين التي أعطيتها كل شيء.. كل شيء.