العدد 4413
الجمعة 13 نوفمبر 2020
banner
إنا لله وإنا إليه راجعون
الجمعة 13 نوفمبر 2020

فقدت مملكة البحرين وقيادتها وشعبها والأمتان العربية والإسلامية والإنسانية ابن البحرين البار والخليج العربي والأمة العربية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنته.

لقد غيب الموت قائدًا مُلهمًا ورئيسًا للوزراء، حكيمًا وأبًا رؤوفًا وسندًا منيعًا، رحل الرجل الإنسان الذي شمخ بقيمه ومُثله وسياسته ونهجه، المدافع عن البحرين وسيادتها وعروبتها، الراحل الذي كافح من أجل عِزَّ البحرين وفي سبيل نهضتها، كان قائدًا كرس حياته لخدمة وطنه وشعبه، لم يَكل يومًا ولم يَمل في الدفاع عن عروبة البحرين، واستبسل في سبيل استقلالها الوطني وسيادتها العربية وصيانة كرامة شعبها.

كان سموه رحمه الله في مواجهة الملمات والصعاب جنديًا مُقاتلًا، ومؤمنًا بالشراكة الوطنية التي جمعت قيادة البحرين وشعبها في الكثير من المواقف والأزمات، فأعطى من أيام عُمره وجسده وقلبه وعقله الكثير لبلاده وشعبه ولترتفع راية البحرين شامخةً عالية، وجاهد وكافح بالعمل قبل الكلام من أجل البحرين.. إن سجل سموه الحافل يشهد له بما تحقق من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية ومهنية وحقوقية ونسوية وتربوية.

غرف من نهج والده حُب العمل وتقدير كل العاملين، فتحمل من أجل وطنه الكثير، كان حافظًا للعهد في عهد أخيه الأمير الراحل واستمر عطاؤه بإخلاص في عهد الملك عاهل البلاد. كان قريبًا من أبناء شعبه يجتمع معهم أينما كانوا، يتحدث مع كبيرهم ويفرح لحديث صغيرهم، فهو الإنسان الذي يتسع قلبه للجميع، لا يُفرق بين المواطنين ولا بين مناطق البحرين، ويسعده كثيرًا لقاء المقيمين بمختلف أديانهم وأعراقهم، فيلتقي بهم ويستمع منهم ويستأنس بآرائهم. كان مؤمنًا بعروبته ومدركًا لمسؤولياته الوطنية، وعاش مجاهدًا في بناء وطنه، ومن أجل توفير متطلبات نهضته وتقدمه، ولسموه وقفات خالدة مع الصحافة والعمال والمرأة والأطباء والمعلمين والطلبة والتجار والصناعيين وكل أبناء شعبه، وقفات عزٍ وتكريم بجوائز تحمل اسمه الكريم كان آخرها جائزة سموه للطبيب البحريني التي فازت بها مجموعة من الطبيبات.

لقد فقدنا خليفة الكبير الذي يفرح لفرح أبنائه المواطنين، ويحزنه ما يحزنهم، ويسره كثيرًا تحقيق كل تطلعاتهم وتوفير احتياجاتهم، فاليوم يوم الحزن والأسى في كل بيت وأسرة، في كل مدن وقرى البحرين ومختلف أماكنها، والحزن في قلب كل رجل وامرأة، فقدنا من كان رمزًا لنا ومجدًا لوطننا، وسيبقى معنا دائمًا بنهجه وفكره ومبادئه، وسيبقى الكوكب المضيء دائمًا لنا ولأجيالنا القادمة. فرحمك الله يا من أسعدت شعبك وبلغت المجد بعطائك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .