العدد 4405
الخميس 05 نوفمبر 2020
banner
البيئة أرضنا
الخميس 05 نوفمبر 2020

البيئة وطن جميع الكائنات، تتنسم من هوائها وتستفيد إيجابيًا من مواردها، فتشرب من منابعها، إنها البقعة التي تمنح تلك الكائنات والإنسان الحياة، وعلى الإنسان المحافظة عليها في وقتي السِلم والحرب، فقرار الأمم المتحدة الصادر في 6 نوفمبر 2001م جاء لأجل حماية البيئة وجعلها بعيدة عن الصراعات العسكرية ومنع استخدامها في الحروب.

لا يمكن اعتبار البشر والحجر فقط من خسائر الحروب، بل أيضًا البيئة، فالبيئة ضحية غير مُعلنة للحروب مقابل ما تحققه تلك الحروب من نصر عسكري زائف، ولهذه التداعيات يجب حماية البيئة من الحروب العسكرية والمعارك الاستثمارية بقطع الأشجار للاتجار بها، وبدلًا من ذلك على البشر استغلال البيئة ومواردها استغلالا إيجابيا إنسانيا واقتصاديا.

إن الموارد الطبيعية التي تحتويها البيئة هي الرابط بينها وبين الحروب، فالتنافس بين الدول للحصول على النفط والغاز والمياه والأخشاب والأراضي الخصبة التي تتميز بها بعض الدول دون غيرها يؤدي إلى نشوب الحروب للاستحواذ عليها، ويكون ثمن الحصول عليها تأجيج النزاعات، وكذلك قيام الدول المعتدية بتلويث الآبار وإحراق المحاصيل واجتثاث الغابات وتسميم الأراضي بالغازات السامة ومخلفات الحروب وقتل الماشية وتدمير منشآت النفط وتجفيف الأراضي والمستنقعات وتسريب النفط في البحار واستخدام اليورانيوم انتهاك للبيئة، وهي ممارسات تؤدي إلى تدمير الأرض الخضراء وتحويلها إلى مناطق جرداء.

إن الحفاظ على البيئة وسلامة موارد الطبيعة جزء لا يتجزأ من السلام وسبيل لدعم العيش والنظم الإيكولوجية التي يعتمد البشر عليها لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومع الانتهاك المستمر للبيئة “سيعاني أكثر من 795 مليون شخص من الجوع، و1.2 مليار شخص من شح المياه، واستمرار فقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظام الإيكولوجي”، وللحفاظ على البيئة لابد من إدارتها جيدًا لجعلها بيئة مُستدامة لحياة الكائنات.

 

لقد فتحت التقنيات التكنولوجية أبوابًا جديدة للحياة للإنسان ولتطوير الطبيعة للاستفادة الإيجابية منها، إلا أن دولًا وشركات استثمارية استخدمتها لأغراض عسكرية وتجارية، وهذا ما أدى إلى إحداث تغيير بيئي سلبي للأرض ومواردها، إن تدمير البيئة ليس خسارة فقط للدولة بل لجميع الكائنات. هناك جهود من بعض الدول والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية لحماية البيئة والعناية بها بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المبرمة وجعلها بيئة نظيفة، فمن دون بيئة نظيفة لن تكون حياتنا نظيفة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية