العدد 4412
الخميس 12 نوفمبر 2020
banner
حزني على فقدكم يا والدي لا يوقفه حاجز
الخميس 12 نوفمبر 2020

أعطيتنا أزهارا خالدة لا تعرف الذبول ولا يقترب منها الموت، كنت الشموع التي تنير للمواطنين طريقهم، مسحت دموعهم وعانقتهم، كنت المعنى الحقيقي لحياة كل بحريني.

فجعني يا سيدي ويا والد البحرين ونورها خبر رحيلكم عنا، ذهبت من الحزن إلى عالم آخر، عالم بعيد جدا وليس لدي ما يقيس الزمن... شعرت أنني أركض في ساحة الحزن دهرا بلا نهاية، وشعرت بطعم الحزن المر في فمي وانحنيت على كتف ابني “محمد” وبكيت وانتحبت بحرقة، وكان كل من حولي من الأهل يلتهب وتنمو أغصان الحزن في أعماقهم، كل شيء كان ساكنا وأرضنا جفت وكان الصوت الوحيد صادرا عن ارتطام قلوبنا بالخبر المفجع وعمق الجرح.

حزني على فقدكم يا والدي لا يوقفه حاجز، تيار عنيف من الكآبة يلتف حولي وأمطار موحشة ترشني بسياط العذاب، أصبحت مثل الزهرة الملتوية، سهلة الدوس بالأقدام، كيف لنا أن نعيش بدونك “يا بوعلي”، برحيلك مات منطق حياتنا ومناظر الربيع اختفت وانطفأ الضوء، لقد ذابت قلوبنا من الحزن والفجيعة مثلما تذوب شمس المساء، من سيمسح عنا اغتراب الحياة وأنات المتعبين، من سينشر في وجه الأرض السعادة والأمل.. هجرتني لغة الإنسان وانسكبت روحي على الجرح، فنحن لم نعرف في حياتنا غير الوالد خليفة بن سلمان، ولم تخضر قلوبنا إلا بيد خليفة بن سلمان، ولم تسق جذور نخيلنا إلا بيد خليفة بن سلمان، ولا مياه الأفراح سالت على عتبات دارنا إلا بفضل خليفة بن سلمان.

 

تسرح عيناي في البعد وفي أذني صدى يتردد “شلونك يا ولد الماجد.. واشلون لعيال”، كانت تلك العبارة التي يقولها لي سموه رحمه الله كلما تشرفت بزيارته في المجلس، ولا يتركنا إلا بعد أن يتأكد بأن السعادة وراحة البال تحيط بنا كأسرة، فلولا خليفة بن سلمان لما كان أسامة الماجد، فقد منحتني وعائلتي بهجة الزهور والربيع المقمر الوضاء، لكن رحيلك عنا يا أروع الآباء والقادة فجر في نفوسنا وقلوبنا الضعيفة إعصارا هائلا من الألم ونيران الحرقة تمزق سماءنا.. لقد انقلب العالم رأسا على عقب، ولا حياة ولا سعادة من بعدكم يا سيدي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية