العدد 4410
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020
banner
ما الذي يجب أن يعرفه الرئيس الأميركي بايدن
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020

ثمة مشكلة أخلاقية كبيرة عند النظام الإيراني لن تجد لها مثيلا عند الكائنات البشرية، فهو لا يضيع فرصة ولا مناسبة إلا وانتهزها لبث سمومه ونشر أفكاره المتطرفة والأكاذيب والأباطيل، فبعد إعلان فوز الرئيس الأميركي “جو بايدن” في الانتخابات الأميركية خرج المهرج نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري في وسائل إعلام رسمية إيرانية وقال: “نأمل رؤية تغيير في سياسات الولايات المتحدة التخريبية وعودة لسيادة القانون والالتزامات الدولية واحترام الدول، ترامب دعم الإرهاب والعنصرية وانتهك المعاهدات الدولية من البيئة إلى الاقتصاد والعقوبات غير الإنسانية ضد الأمة الإيرانية”.

من الطبيعي أن يكون حماس النظام الإيراني لفوز “بايدن” إلى هذا الحد، فقد كانت هناك مصالح مشتركة مع الرئيس الديمقراطي السابق أوباما الذي وضع مع إدارته آنذاك مشروعهم الاستراتيجي العفن “الربيع العربي”، وساند الإخوان المسلمين في خططهم ومؤامراتهم وأباطيلهم، وكانت مواقفه فيها الحب والرحمة والتعاطف والتسامح والبذل والعطاء والود والصفاء مع الإرهابيين والانقلابيين، لكن في هذه المرحلة تبدلت الآراء والأفكار واتسعت دائرة الحذر واليقظة عند دول الخليج لمواجهة الأخطار والتحديات، وأصبحت لديها استراتيجية شاملة متكاملة لحفظ أمنها واستقرارها، فمن كان يعتقد من الأغبياء أن محاولة إسقاط أنظمة دول الخليج سارية المفعول بوصول الديمقراطي “جو بايدن” إلى البيت الأبيض والذي سينجز المهمة بصياغة جديدة، فهو على خطأ كبير، فقد ولى زمن الخمول والاستكانة والضعف والاتكال على الصديق الأجنبي وعقد المؤتمرات والتشاور.

دول الخليج اليوم بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية قوة مكتملة هائلة وساحقة على جميع المستويات، فللسعودية قدرة عجيبة على وضع برامجها موضع التطبيق وذات موقف موحد وحازم وانتصار سياسي كامل، وعلى الإدارة الأميركية الجديدة معرفة ذلك إن أرادت تحقيق مزايا سياسية، وأن تبتعد عن النزوات والمغامرات التي تحركها النزعات الذاتية ومواقف اللامبالاة التامة، فالوقوف في وجه السعودية بات أمرا مستحيلا وعلى الرئيس الأميركي الجديد بايدن تحليل الموقف السياسي والفكري بدقة تامة، ونبش أوراق أوباما وكلنتون وتنظيفها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .