العدد 4405
الخميس 05 نوفمبر 2020
banner
“الإسلاموفوبيا”
الخميس 05 نوفمبر 2020

يعمد العديد من السياسيين إلى تطويع العديد من القضايا في سبيل استغلالها سياسياً للحصول على الدعم الشعبي من خلال استمالة المجتمعات في محاولة دائمة وحثيثة من قبلهم لرفع رصيدهم وشعبيتهم السياسية، ففي أدبيات السياسة عندما تحاول صرف النظر عن موضع إخفاق حاول أن تشغل المجتمع بموضوع آخر بعد أن تؤججه وتضخمه وتحرص كل الحرص على أن تتعامل معه من منطلق عاطفي يمس المجتمع، بحيث يؤمن لك رصيدا من التأييد ويكفل استمرارك لمدة أطول.

لقد دأب العديد منهم على مدار سنوات طوال على استغلال الإسلام والمسلمين كغطاء وأعذار لتحقيق العديد من المآرب والأهداف السياسية، فبالتأكيد ليس هناك موضوع أكثر إثارة من خطر الإسلام، تلك الفكرة المغلوطة التي نجح المتربحون منها ومن ترسيخها بعد أن صنعوا بعبعاً وألبسوه رداء الإسلام، ذلك المسخ الذي استبسل بعض القادة في محاربته كما صوروا أنفسهم دائماً.

للمواطن البسيط الظاهر أو ما تروج له وسائل الإعلام التي هي في مجملها قوة ناعمة وأهم أدوات التأثير التي يستخدمها السياسيون، والتي استغلوها في ترويج فكرة حتمية وهي ارتباط الإسلام بالإرهاب حتى تشرب مواطنوهم البسطاء الفكرة وبات كثيرٌ منهم اليوم يعاني من رهاب الإسلام أو “الإسلاموفوبيا”.

أن تسير على خطى الميكافيلية مبرر دون شك عند أولئك القادة، فلطالما كانت الغاية تبرر الوسيلة في السياسة، فليس في تلك العقيدة أي محرم أو محظور وبالتأكيد فإن ليس للدين لديهم أية قدسية، فاستغلاله للوصول للغايات والأهداف السياسية مباح بالتأكيد فهو الدرس الذي من المفترض أن نكون كمسلمين قد استوعبناه منذ عقود ومن المفترض أنه باتت لدينا اليوم أدواتنا وأساليبنا في مجابهة هذا الاستغلال الشنيع للإسلام.

 

ما يحدث حالياً لا يعكس ذلك أبداً، بل على العكس فقد طور المتربحون من الإسلاموفوبيا أدواتهم فباتوا اليوم يحدثون من أساليبهم التي بلغت حد استفزاز المتطرفين لارتكاب جرائمهم الإرهابية حتى يقنعوا الناس أن هذا هو الإسلام. ويبقى السؤال المطروح متى نعي ألاعيبهم ونستطيع التصدي لهم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية