+A
A-

90 فيلما وثائقيا والفوز للفيلم السوري “الكهف “

بعد إعلان الدول الاروبيه بخطوره موجه ثانيه من وباء كورونا، واصل مهرجان ميلينيوم الدولي للفيلم الوثائقي في العاصمه البلجيكيه بروكسل في تجهيزاته لافتتاح دورته 12 (من 16 اكتوبر الى 25 من الشهر الجاري) بتواجد العديد من صناع السينما من مختلف دول العالم وسط احتياطات كبيرة، ينفذ فيها المهرجان بشكل صارم كافة التدابير الصحية الخاصة بالحكومة البلجيكيه للتعامل مع تبعات جائحة كورونا لضمان السلامة للمشاركين من ضيوف وجمهور، وسيكون فيلم الافتتاح ”نيوتوبيا“ مغامره رحاله نرويجي دامت خمسه عشر عاما في أدغال  اندونيسيا. 

وفي كلمه لمدير المهرجان الفني ”زلاتينا روسيفا: اكذت بأنها وفريقها اختاروا هذه السنه نوعيه من الافلام التي لا تعترف بالحدود، بل تحفز عقل المشاهد على السفر والغوض في مجتمعات بعيده و غريبه و تترك لديه تساؤلات و تجبره على التفكير من جديد في مبادئ حياته، ويرصد فيلم ”نيوتوبيا“ لمخرجه النرويجي أودون أموندسن مغامرته عبر سنوات عديده في أدغال اندونيسيا حيث عاش مع بطل الفيلم الذي كان انسانا بدائيا يعيش فقط في الغابات وقرر  أن يدخل قريه و يعيش حياه عصريه، ورصد المخرج في فيلمه رحله التحول بما فيها من مشاكل وصعوبات في التأقلم مع العالم المادي و التخلي عن حياه الادغال البدائيه.

أفلام عربيه في قاعات المهرجان :

*فيلم الكهف لمخرجه السوري فراس فياض الذي يرصد معاناه قاسيه لمجموعه من الاطباء تحاول إنقاد حياه العديد من الجرحى في مستشفى تحت القصف حيث تقوم الدكتورة أماني بلور بطلة الفيلم بقياده  فريقاً من الأطباء في هذا المشفى وتعيش تفاصيل الألم والرجاء اليومي باستمرار الحياة.

يعرض الفيلم لحظات الرعب التي يعيشونها الاطباء سواء في المشفى أو خارجها في الأحياء التي دمرتها الحرب، وتناول أيضاً بشكلٍ شديد الحساسية لحظات الأمل والحياة النادرة التي يمكن أن تعيشها الدكتورة أماني وزملاؤها بعيدًا عن أيامهم القاتمة.

يسلط “الكهف” الضوء أيضاً قضيه ف تهميش النساء وإنكار حقها بالعمل ومغادرة المنزل. فعندما لا تكون الدكتورة منهمكةً مع مرضاها، تجدها مضطرةً لتبرير عملها لبعض الرجال المتعصبين. وتبقى الروح العالية للدكتورة وفريقها هو فقط ما يخفف وطأة الرعب والقصف والموت الذي يخيم عليهم في اي لحظه.

* فيلم "أنا أشتاق لنفسي" لمخرجه العراقي لبنان الوزاني بالمشاركه مع المخرجه البلجيكيه جويندولين لوتنس حيث قام لبنان الوزاني بتوثيق رحلته بعد وصوله لبلجيكا، ورصد معاناته الحصول على إقامته البلجيكيه، شوقه الشديد لعائلته التي تركها في العراق والتكيف مع واقعه الجديد الذي أفقده هويته الحقيقيه.

*فيلم“ ماء صالح للشرب "لمخرجته الالمانيه فو تدور احداثه في  الاردن، بطله الفيلم عائشه السيده التي فقدت زوجها و قررت ان تعيل اطفالها بالدخول الى مجال السباكه، حيث تقوم باصلاح التسربات وتنظيف خزانات المياه وإطلاع ربات البيوت على كيفية التعامل مع المياه بشكل صحيح.

تدربت عائشة على يد صديقتها المقربة وأول امرأة سباكة من الأردن خولة الشيخ و تعاونوا مع صديقه جديده مديره ل منظمه غير حكوميه ل السباكين لكن سرعان ما تعرضوا لعده مشاكل حيث تظطر خوله ل الوقوف أمام المحكمه و تصر عائشه على ان تستقل بنفسها و تعمل في مجال السباكه لوحدها و تسقط في عذاب الضمير هل تنقذ صديقتها وتشهد معها في المحكمه ام تمضي في عملها الخاص و تحقق أحلامها.

*مسجد جيراني، مغامرة بشرية مؤثرة، الفيلم للمخرج الفرنسي فيليب بارون الذي قرر ان يشارك جيرانه العرب في مدينه رين  الذين حصلوا على موافقه بناء مسجد وسط الحي الذين يعيشون فيه رحله البناء، هذه الرحله التي دامت سنتين  تعرف فيها على جيرانه و على دينهم و ثقافتهم من خلال اجتماعاتهم و عملهم اليومي لبناء مركز اسلامي بداخله صاله عرض افلام الرسوم المتحركه الخاصه بالاطفال، متجر عربي، صاله العباده، حيث تكاثف في العمل مجموعه من العرب من مختلف الوظائف منهم الجزارون، المحامون، مهندسون، حيث يريدون ارسال رساله لسكان مدينتهم التي تعرف بانعزال الفرنسيين عن العرب أن دينهم الاسلام هو دين متفتح و متسامح و يحث على الاندماج مع  الثقافات والديانات الاخرى موضحين أن هذا المسجد ليس فقط للعباده بل هو مكان ل لتبادل الافكار.

*أفلام تغير المناخ حاضره بقوه في المهرجان :

عرض المهرجان أكثر من خمسه افلام وثائقيه من مختلف دول العالم، ناقشت فيه خطوره تغيير المناخ بسبب الانسان ، من بينها فيلم  “الأزرق” الاسترالي ل مخرجته  كارينا هولدن و ناقشت فيه خطوره محتمه بحلول عام 2050 سيكون هناك بلاستيك في البحر أكثر من الأسماك. مع التصنيع الشامل الذي حدث في المحيطات خلال القرن الماضي، تعرضت المحيطات للخطر و فقدت  بالفعل أكثر من نصف الحياة البحرية. 

فيلم  "الأزرق"  عرض التحديات التي نواجهها وفرص التغيير الإيجابي التي يجب على المتخصصين الشروع بها لانقاذ ما تبقى من الحياه البحريه.

كما تم عرض فيلم سويدي  “أنا غريتا” ، لمخرجه ناتان كروسمان حيث تناول رحلة الناشطة المناخية المراهقة غريتا ثونبرج بإضرابها المدرسي ضد الثلوت الذي يحصل في العالم، حيث يتابع المخرج هذه الطالبة الخجولة في صعودها إلى الصدارة وتأثيرها العالمي المؤثر وهي تشعل الإضرابات المدرسية في جميع أنحاء العالم.

*حصل الفيلم السوري “ الكهف “ ل مخرجه فراس فياض على جائزه افضل فيلم وثائقي  حيث استطاع الفيلم ان يحصل على تصويت لجنه التحكيم حيث تم وصف الفيلم بالقصه التي تهز رؤيه المشاهد و تحثه الى تشكيل رؤيه جديده من خلال متابعه ابطال الفيلم الذين عملوا تحت ظروف موت محتم و استطاعوا بصبرهم و حبهم لعملهم كأطباء على إنقاذ ارواح بريئه ليس لها أي ذنب في تلك الحرب.

*أما الجائزه الثانيه فهي كانت من نصيب الفيلم الصيني “المدينه الضبابيه” لمخرجته هان منج  حيث تدور أحداث الفيلم في مدينه لانغ فانغ إحدى أكثر المدن تلوثًا في الصين، حيث يعمل  فريق تفتيش يكافح التلوث من خلال مشاهد القيلم جاهدا أن ينقذ المدينه من ضبابها الدخاني لكنه يصطدم بعقبه الحكومه الصينيه التي لم تحرك ساكنا متجاهله شكاوي هذا الفريق الذي يؤكد أن المدينه لن يستطيع سكانها المكوث فيها بعد سنوات و ستظل فقط مدينه يكسوها الدخان يحجب الرؤيه صباحا و مساءا.

*الجائزه الثالثه هي جائزة حقوق الإنسان و حصدها الفيلم الإيراني “ظلال بدون شمس” لمخرجه مهرداد اسکویی، حيث يتابع المخرج في سجن النساء مجموعه فتيات مراهقات يقضين عقوبتهم في هذا السجن و ذالك لارتكابكهم جرائم قتل ضد أزواجهم أو آبائهم ، حيث أقام المخرج علاقة رائعة مع هؤلاء السجينات، الذين يصور حواراتهم الصادقة و يتفاعلون بشكل وثيق مع عواقب أفعالهم ، وأحيانًا أسبابها.

*جائزه لجنه التحكيم فقد كانت من نصيب الفيلم الكوري “ليلي” لمخرجه كوانجو جيونغ حيث يحكي الفيلم عن أم لولدين احدهما مصاب بالتوحد و إصرارها أن تدمج ولدها في المجتمع بطريقه لائقه و تصر على تعليمه ل الموسيقى ليصبح عازفا حتى يتمكن في حال وفاتها أن يكمل مشوار حياته، تناول الفيلم كذلك مشاكل الاخوين مع والدتهما.

*الجائزه الاخيره هي جائزه الجمهور نالها فيلم “الام” لمخرجه البلجيكي كريستوفر بيلسن حيث تدور احداث الفيلم في تايلاند حيث بطله الفيلم هي ممرضه تايلنديه تعمل في مركز خاص برعايه مسنين أروبيين يعانون من مرض الزهايمر. و يرصد الفيلم مشاعر الممرضه المريضات التي ترافقهم، و حياتها الشخصيه ك أم مع أطفالها، و تساؤلاتها حول الموت، و رعايه الأم، و كيف يسمح الابناء بإرسال أمهاتهم الى مراكز العلاج بعيده عنهم.

وبعد توزيع الجوائز، ختم المهرجان فعالياته بعرض فيلم دروس من الحب، فيلم بولندي إخراج كوليزوسكا و ماتيجا، فيلم تدور أحداثه حول امرأة بولندية تسير في طريقها الخاص بعد انفصالها عن زوجها الذي أساء معاملتها منذ 45 عامً، و تجد نفسها منغمسة في قصة حب جديدة مع رجل التقته في حصه من حصص دروس الرقص للاتيني. 

رحلة سينمائية ومرحة للغاية في معركة لإمرأه أعادت ابتكار نفسها في أفضل سن لها في الحياة - عندما يكون عمرك 69 عامًا.