+A
A-

العمرة "صعبة" جوًا.. مستحيلة "برًا" والمقاولون كالغرقى "بحرًا"!

ينتظر أصحاب مكاتب حملات الحج والعمرة البحرينيين تحركًا من جانب وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لإدراجهم ضمن الفئات المتضررة من جائحة كورونا، حالهم حال القطاعات التي حصلت على الدعم المالي، في الوقت الذي يرون فيه إعادة حملات العمرة جوًا أو برًا من الأمور الصعبة بل والمستحيلة، وهم بمثابة الغرقى "بحرًا" لا سيما من لا مصدر دخل لهم غير مكاتبهم.

وتحدث عدد من المقاولين البحرينيين عن استلام ضوابط تتعلق بتسيير رحلات العمرة، لكنهم أجمعوا على أنها "غير ممكنة على الإطلاق، لا سيما من ناحية الاشتراطات المتعلقة بالفئة العمرية وإجراءات الحجر الوقائية والتي تتطلب البقاء في الفندق ليومين حال الوصول إلى مكة المكرمة، وغيرها من المتطلبات التي لابد من إعادة النظر فيها، غير أنهم يأملون في أن تقدم الوزارة خطوة عملية لدعمهم من خلال إدراجهم ضمن الفئات المتضررة للحصول على الدعم المالي الذي يمكنهم من تسيير أمور مكاتبهم من إيجارات وأجور وغيرها.

القرار الصعب في الوضع الصعب

السيد محمد صالح الشرف

وعبر رئيس مجلس إدارة حملة الشرف لأشرف البقاع السيد محمد صالح الشرف عن الضرر الكبير الذي لحق بحملات الحج والعمرة على مدى عام كامل مضى، وهي أصعب مرحلة حيث أن هذه المكاتب وموظفيها لا مصدر دخل لهم إلا منها، وحتى بالنسبة للعودة إلى العمرة فالأمور ليست واضحة حتى الآن فيما يمكن القول بأنه الوقت المناسب لتسيير الرحلات، فلا يمكنك بالتأكيد تسيير الرحلات جوًا لارتقاع الكلفة، وغير ممكن تسيير الحافلات التي تحمل 50 راكبًا في الأوقات الاعتيادية وتنقص إلى النصف تطبيقًا للإجراءات بحيث يكون في الحافلة 25 معتمرًا وربما أقل، أضف ذلك ذلك أن كلفة الفنادق مرتفعة، وضع في الاعتبار أنه لو لا قدر الله، تطلب حجر معتمر في الفندق لمدة من الزمن، فإنه ليس مجانيةً، بل يتوجب على صاحب الحملة دفع هذه الكلفة، وفي الحقيقة هذا أمر وارد، لهذا، لا تجد حملات بحرينية قد اتخذت قرارها بتسيير رحلات العمرة.

ويوضح الشرف أن هناك تواصلًا مع الوزارة في هذا الشأن، ولابد من الإشارة إلى أنه من هذه الضوابط عدم الإعلان عن تسيير الرحلات، والحال أننا كمقاولين لا نستطيع تسيير رحلات حتى نعلن عنها أصلًا، وببساطة تستطيع قراءة الوضع، فقد تطول مدة العمرة بسبب إجراءات الحجر، ثم أن هناك فئة عمرية بين 18 إلى 50 عامًا ونحن كأصحاب حملات أعمارنا تجاوزت الخمسين، وتخيل لو أن هناك رحلة، وأنت تريد أن تصطب والداك فوق الخمسين أو أطفالك تحت سن 18 سنة، فهذا غير ممكن، لذلك، حتى وإن تسهلت الأمور وعادت إلى طبيعتها بعون الله، لابد من مراجعة هذه الضوابط، ثم البدء من جانب الدولة بمساعدة مكاتب الحج والعمر ودعمهم ماليًا والدولة لن تقصر في ذلك إنما هناك حاجة إلى وجود مقترح أو تحرك من جانب الوزارة.

هل هذا معقول؟

عيسى جاسم المكلي

ويصرح رئيس حملة المحبة عيسى جاسم مكلي بأن المقاولين توقعوا مع إجراءات العودة إلى العمر أن تكون الأمور أكثر سهولة، إلا أنها في الواقع صعبة جدًا، والحال كذلك، ليس لدينا أي تصور، ودعنى أضعك في الصورة.. هناك كلفة للإجراءات فيما يتعلق بالفحص والحجز والبقاء في الفندق 48 ساعة قبل التوجه للمناسك، وفي السابق كانت كلفة المعتمر بين 20 إلى 35 دينار، وفي الغالب، كان أهل الخير يتولون دفع نصف الكلفة ويشرف المقاول على ترتيب عمرة للناس، واليوم هي تكلف قرابة 150 دينار في ظل هذه الظروف، زد على ذلك، أننا نستأجر الحافلات بكلفة تتراوح بين 800 إلى ألف دينار، وتبلغ أجرة المندوب 200 دينار، وقد تحتاج الرحلة إلى مندوبين، فتخيل أن يكون العدد في الحافلة هو النصف، أي حوالي 25 معتمر، وكلفة الواحد منهم 28 دينار، ونحن نستأجر فنادق 5 نجوم، فبأي طريقة عمل يعمل المقاول.. هل هذا معقول؟

ويتفق مكلي مع الشرف في أن تحديد الفئة العمرية يمثل معضلة أيضًا، فحين يتم تحديد العمر بين 18 إل 50 عامًا، فلن يتمكن المعتمر السفر مع زوجته وعياله دون ذلك العمر أو مع والديه أكبر من ذلك العمر المحدد، أما موضوع الطيران فالحديث عنه منتهي، حين نتخيل أن التذكرة تقفز من سعر 300 إلى 500 دينار.. هي كلفة عالية قطعًا، ولهذا، لا يمكن تسيير رحلات العمرة في الوقت الراهن.

لا نستطيع العمل

أحمد حسن إبراهيم

ويؤكد رئيس حملة التقوى أحمد حسن ابراهيم بأن كل المقاولين يريدون العمل والعودة إلى نشاطهم فهذا مصدر رزقهم، إلا أنه يستدرك بالقول :"نريد العمل دون شك.. لكن لا يمكن أن نعمل في ظروف قد تلحق الضرر بي وبغيري"، وتخيل معي لو أنك نظمت حملة عمرة، وتعرض أحد المعتمرين لا قدر الله للإصابة، فالإجراءات ستطبق على الجميع من ناحية الحجر الاحترازي والوقائي، كيف ستتصرف هنا مع كلفة العلاج ومصاريف السكن أنت كمقاول؟".

ويتفق ابراهيم مع الشرف ومكلي في أن الكلفة عالية، إلا أن صحة الناس أهم، وبعد كل ذلك، نحن كأصحاب مكاتب علينا التزامات مالية، وليس أمامنا فرصة للعمل، ولا أتوقع أن تتيسر الفرصة حتى بعد ثلاثة أشهر من الآن، لهذا نحن نطالب من الدولة أن تساعدنا، وكما علمنا فإن وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تنظر في هذا الأمر، لكن من المهم الإسراع فيه لكي يتم تعويضنا كبقية القطاعات والمؤسسات التي صرفت لها مبالغ كأجور ودعم، ذلك لأن مكاتب الحج والعمرة، لم تحصل على أي دعم، ولا تستطيع العمل لا حاليًا، ولا في المستقبل المنظور، ونأمل أن يصل صوتنا إلى المسؤولين.

الأول من نوفمبر

ومما يجذر ذكره أن المرحلة الأولى من العودة للعمرة بدأت في الرابع من أكتوبر 2020 تدريجيًا، وتمثلت في السماح بأداء العمرة والزيارة والصلوات للمواطنين والمقيمين من داخل السعودية بطاقة تصل إلى 30 بالمئة، فيما انطلقت المرحلة الثانية في 18 أكتوبر بنسبة 75% من الطاقة التشغيلية، وفي الأول من نوفمبر سيتم استئناف العمرة والزيارة من داخل وخارج السعودية تدريجيًا بطاقة تشغيلية تصل إلى 100%، وتنطلق المرحلة الرابعة بمجرد الإعلان عن انتهاء أزمة كورونا أو زوال الخطر، أما زيارة المدينة المنورة، فهي متاحة وقد شهدت الأيام الماضية تنظيم عدد من الزيارات.