يبقى الحوار من أهم العوامل والمرتكزات الرئيسية في نشر السلام العالمي، كما أنه امتداد للقيم والفضائل الإسلامية، والخطوة التاريخية الشجاعة التي قام بها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بإعلان السلام بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، ستحقق مزيدا من الاستقرار والازدهار والتطور والنماء لشعوب المنطقة، ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، فالسلام والاستقرار ضرورة أساسية للتنمية محليا وإقليميا ودوليا، والبحرين كانت ولا تزال من أكثر الدول التي تسعى جاهدة لفتح أبواب المستقبل على آفاق واسعة لكل ما يصب في مصلحة شعوب المنطقة ويحقق الاستقرار ونشر الأمن والسلام.

إن مملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه، ضربت أروع المثل في التسامح، وذلك لما للتسامح من أثر كبير في تعميق قواعد التفاهم والسلم بين الأمم والتقارب بين الثقافات على مستوى العالم، وتفاعلت على مر التاريخ تفاعلا صريحا صادقا مع قضايا الوطن العربي، والتجاوب مع متطلباتها والإسهام في أداء الواجب العربي والقومي، وجميعنا ندرك وبقناعاتنا أن الحروب والنزاعات لم تعد تشكل حلا لأية قضية في هذا العصر الذي اختلفت فيه المعطيات، إنما الحوار والدبلوماسية والتفاهم، وهذا بلا شك سيكون بمثابة القاعدة المتينة التي سيبني عليها الجيل القادم المستقبل المزدهر والأمن والتوافق لما فيه مصلحة الجميع.

مملكة البحرين تدعو بشكل دائم إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لبناء أسس نظام عالمي يعزز من قيم السلام والتعايش بين الشعوب والقضاء على النزاعات والحروب في كل مكان، وأن يعمل المجتمع الدولي في طريق واحد وهو طريق السلام والتعايش والمحبة، ولهذا البلد الصغير في حجمه والكبير بقيادته وشعبه مواقف مشرفة لازدهار وتقدم الشعوب مشهود لها بكل وضوح في المنطقة والعالم وهو ما أكسبها احترام وتقدير جميع شعوب العالم، ومواقفها الحكيمة ورؤيتها  أصبحت مثالا يحتذى به.

العالم في حالة تبدل وتغيير مستمر، والبحرين ترسم خريطة السلام العالمي وازدهار الشعوب بكل الأبعاد والمضامين الفكرية والعملية.