العدد 4352
الأحد 13 سبتمبر 2020
banner
أعضاء بلديون مفلسون عمليا
الأحد 13 سبتمبر 2020

يتضح من تاريخنا الماضي مع الأعضاء البلديين وإذا ما خلصنا إلى جوهر البحث، أن هناك أعضاء يقطعون أميالا في كل الجهات من أجل الظهور الإعلامي ذهابا وإيابا وصعودا وهبوطا وهم في مكاتبهم يتناولون المرطبات ويشربون الشاي والقهوة، وكل ما يشاهده منهم المواطن مظاهر فارغة، واستخفاف بخدمتهم ومصالحهم و”تطنيش مقترحاتهم”، وهذا الأمر لا يحتاج إلى نباهة وفطنة لاكتشافه، بل هو مثل الجدري الذي يأكل الوجه والمعصم.

تخيل عضوا بلديا لم يشاهده المواطن في الدائرة إلا ثلاث أو أربع مرات، فهو لا ينجذب إلى الشارع والحركة، وغير مستوعب العمل البلدي الحقيقي، يخرج فجأة في وسائل التواصل الاجتماعي وبإخراج سينمائي “لقطة كلوز اب” ويتحدث عن نجاح خططه واقتراحاته مهما كبرت أو صغرت، وأنه مثل الجهاز الحي الذي سيتابع طلبات الناس، وسيكون مثل النور المشرق الذي سيشتت الظلمة في دائرته، يلف بوجهه وجسمه ناحية الكاميرا التي تصوره ليبرهن للناس على حد تفكيره أنه يعمل من أجلهم في هذا المكتب ويوظف كل إمكانياته لخدمتهم.

يا سعادة العضو خروجك بهذه الصورة يشبه مقومات الفن التراجيدي وموضوعاته الأسطورية، عمل تمثيلي يمكن تمثيله في أي وقت وفي أي مكان ولا تنقصك سوى الجوقة للعرض، يفترض منك أن تحمل رسالتك وتجند مواهبك إن كانت موجودة أصلا للعمل في خدمة أهل دائرتك، والأهم هو أن تعرف أن العمل البلدي ليس فقط الاهتمام بالحاويات ورش الشوارع بالماء.

في حدود تجربتي في الصحافة الممتدة لـ 25 سنة أعرف من الذي يريد أن يكون تحت الضوء ومن الذي يريد الابتعاد حتى لو قدم أعمالا جليلة للوطن، عرفت أصواتا عديدة وبلهجات متنوعة وفي مجالات كثيرة، فمع الأسف هناك أعضاء بلديون مفلسون عمليا وكل همهم هو الكرسي والبحث عن المزايا والظهور الإعلامي والجلوس على المقاعد والموائد، وعشق التصوير ومراقبة المونتاج وأداء الدور كاملا أمام الناس بكل دقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .