العدد 4350
الجمعة 11 سبتمبر 2020
banner
حياتنا مثل النسيم الندي... لا تستحق التعقيدات
الجمعة 11 سبتمبر 2020

حياتنا مثل النسيم الندي الرخي الذي يداعب جبهاتنا، ولا تستحق منا كل هذه التعقيدات وارتعاشات القلق والاضطراب، ففي السماء حالكة الليل ينتفض النور، وتنهمر حزمة الضوء من الشمس دائما.

ذات يوم قال “سوفوكليس” إن “القلق مثل العار الذي يصفق للإنسان”، وفي إحدى رواياته قال عنه ديستوفيسكي إنه الغربة المفضلة للضعفاء.

قام أحد الاختصاصيين ببحث مطول عن الأعمار والمعمرین، وقام بدراسة وافية عن 450 شخصا عاش كل منهم مئة عام، ووقف على الأسباب التي أطالت في أعمار هؤلاء وجعلتهم يقنعون بالحياة وهي.. لم يتكاسلوا قط، فكانوا رجال عمل دائبين، لم يستول القلق عليهم، كانوا يلجأون إلى المرح والتسلية في كثير من الأحيان، كانوا ينامون مبكرين وينهضون مبكرین، لم يكونوا خائفين من الموت، كما أنهم لم يحسبوا حسابا للخوف.. كانت لهم عقول سليمة، كان إيمانهم بالله قويا.

ويقول أحد العلماء إن القلق ليس مرضا كأي مرض آخر نعرفه ويمكن معالجته بالسوائل والحبوب والحقن، بل هو سبب رئيسي في خلق المرض وانتشاره، وطريقة الشفاء منه تعتمد على المريض نفسه، إن أراد أن يشفى منه فإنه يشفى بسرعة، وإن لم يرد فسيبقى فريسة لهذا المرض. لا تيأس ولا تجعل القنوط يتسرب إلى نفسك، ولا تتوهم أن الشفاء من هذا المرض مستحيل أو شبه مستحيل لا، إن الشفاء منه جد سهل وقريب المنال، وهناك علاج واحد وهو علاج بسيط يمكن للمرء الحصول عليه بكل سهولة، وهو العلاج الذي يشفي من هذا المرض شفاء تاما وهو “مجرد الاعتقاد بالمقدرة على طرده”.

إذا كنت تعتقد في قرارة نفسك أنك تستطيع القيام بعمل ما فإنك ستنفذه وتنجزه، وإذا تسلل الوهم إلى نفسك بأنك لا تستطيع القيام بذلك العمل، فإنك لن تقوم به مهما حاولت من جهد، ومهما بذلت من وسائل، لأنك حملت في مخيلتك استحالة تنفيذ هذا العمل وسيكون كذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية