العدد 4352
الأحد 13 سبتمبر 2020
banner
البدانة بين الجائحة العالمية والواجبات العائلية
الأحد 13 سبتمبر 2020

امتلأ العالم الافتراضي بالمتخصصين وأشباه المتخصصين الذين يتحدثون في مختلف المجالات والقضايا التي من بينها موضوعات حساسة تتعلق بصحة الإنسان ونمط حياته ومعيشته، الكل يفتي بما يعلم وما لا يعلم حتى لو كان كل ما يملكه هو كتاب أو ربما بضعة مقالات قرأها، أو رأي استمع إليه من “خبراء” عالميين، والضحية دائمًا من يثقون في هؤلاء ويطبقون ما يقولون حرفيًا، رغم أن العلاج قد يختلف من حالة لأخرى حتى لو كان التشخيص واحدًا، وهو ما لا ينتبه إليه الكثيرون ممن يفتون أو ممن يتلقون عنهم.

والدراسات العلمية التي تبنى وفق أسس ومعايير لكي تخلص لنتائج صحيحة هي الأخرى باتت تزيد من الحيرة والغموض، فلا تكاد تظهر دراسة بنتائج معينة حول موضوع ما، إلا وتظهر دراسات أخرى في اتجاه مغاير وبنتائج معكاسة، وكمثال على ذلك، ما ذهبت إليه صحيفة “نوفوستي” الروسية مؤخرًا عندما شبهت “البدانة” أو السمنة بأنها جائحة عالمية بالنظر إلى الأخطار المتزايدة لها، كالإصابة بأمراض السكري والقلب والسرطان، مشيرة إلى إحصائيات للأمم المتحدة توضح أن عدد الذين يعانون من السمنة في بعض البلدان المتطورة أكثر بكثير من الذين يعانون من المجاعة في العالم (130 مليون إنسان بنهاية 2020م)، وأن الظروف الحياتية لن تسمح لثلاثة مليارات شخص في العالم بتناول الغذاء الصحي، ما سيؤدي لزيادة الوزن والسمنة، ويعد بمثابة وباء جديد، سيكلف نحو 1.3 تريليون دولار سنويًا في السنوات العشر كنفقات طبية.

بنفس التوقيت ولكن في الاتجاه المقابل، خلصت دراسة أخرى نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إلى أن الذين لديهم أجسام ممتلئة نسبيًا يعدون آباءً أفضل وأكثر إخلاصا ودفئًا والتزاما بالعائلة من أولئك الذين لديهم كتلة عضلية كبيرة وأجسام متناسقة ومنحوتة، واصفة الصنف الأخير بأن قدراتهم الأبوية سلبية، ولا يلتزمون بزيجاتهم.

نحن أمام كم هائل من المعلومات التي يستحيل معها الخروج بحكم مؤكد على أية قضية، فلا يجب علينا التسليم بكل ما نسمعه أو نقرأه دون تمحيص والرجوع إلى ذوي الاختصاص.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية