مازالت مناظر عرض المشروبات والمواد الغذائية والفاكهة والخضار أمام واجهة البقالات "البرادات الصغيرة" تتكرر في أجواء بعيدة عن الرقابة والتفتيش، في موقف يظهر عدم التزام أصحاب هذه المحال بالتعليمات الصحية، حيث يعمد العديد من الباعة إلى عرض هذه المواد أمام محلاتهم دون مراعاة الأضرار أو التلف الذي قد تسببه أشعة الشمس المباشرة أو درجة حرارة الجو المرتفعة، وبلاشك مثل هذه الممارسات تؤثر على جودة وصلاحية هذه المواد، بل تعرضها للتلف، فالمشتري قد لا يلاحظ هذه الأمور لأنه سيأخذها مبردة من داخل الثلاجة دون أن يعلم ظروف تخزينها في السابق.

لهذا فإن المشكلة هنا لا تقف عند هذا الحد فقط، بل تكمن في أماكن التخزين غير الملائمة التي توضع فيها المواد الغذائية، حيث إن هذه المحال وبسبب صغر مساحتها تلجأ لتخزين هذه المواد في أماكن مغلقة دون تكييف أو في ممرات خارجية مكشوفة تغيب عنها الاشتراطات الصحية، علاوة على وضعها بجانب المنظفات والمواد الكيماوية. وللأسف غالبية من يدير هذه البقالات في العادة أشخاص لا يتمتعون بأية ثقافة صحية أو مهنية في هذا المجال وممن لا يهمهم إلا الربح وكسب أكبر قدر من المال، وبالتالي لا يهتمون بسلامة السلع الغذائية التي يبيعونها ما ينذر بخطورة واضحة تمس حياة الناس، وكذلك أمننا الغذائي والصحي، خصوصاً أن نشاط هذه البقالات يعتبر من أهم الأنشطة التجارية التي تلبي جزءًا من الاحتياجات الغذائية اليومية للمستهلك والتي من الواجب أن تتوفر فيها الشروط البيئية والصحية. وقد تكون قلة حملات التفتيش قد شجعت على استمرار مثل هذه السلوكيات، والنتيجة هي تعريض المواطنين والمقيمين للأمراض التي قد تسببها هذه المواد الغذائية التي أفسدت بسوء تخزينها.
لذلك يتوجب على الجهات المعنية تكثيف حملات التفتيش والرقابة واتخاذ الإجراءات القانونية لمنع هذه الممارسات الخاطئة، كما يمكن إشراك المواطنين والمقيمين في التبليغ عن هذه المخالفات عبر قنوات تواصل واضحة بهدف القضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد صحة الناس.