العدد 4348
الأربعاء 09 سبتمبر 2020
banner
جريدة تشارلي إبدو والإساءة لمشاعر المسلمين
الأربعاء 09 سبتمبر 2020

عندما سئل الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون عن قيام جريدة تشارلي إبدو بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم برر ذلك بحرية الرأي، أو بحرية التجديف، ولم يفكر في مسألة إيذاء مشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم! فهل حرية الرأي مسألة مفتوحة على مصراعيها بلا أي حدود أو ضوابط مهما كانت نتائجها ومهما كانت أضرارها على الأمن والسلام في العالم.

عندما نشرت هذه الجريدة هذه الرسوم في عام ٢٠١٥ تعرضت لهجوم من قبل مجموعة من المتطرفين، وراح ضحية الهجوم عدد من العاملين بها، وخلال ملابسات وتداعيات ذلك الحدث عرف القائمون على الجريدة أن هؤلاء المتطرفين ليسوا كل المسلمين، ولا يمثلون سوى قلة متطرفة تؤمن بالعنف، فلماذا تصر هذه الجريدة على إيذاء مشاعر أغلبية إسلامية لا تؤمن بالعنف ولا تؤيده؟

فهل الهدف والرسالة التي توجهها الجريدة من خلال مثل هذه الرسوم الإسلام ككل أم نبذ العنف؟

الواضح لنا أن هذه الجريدة تريد الإساءة إلى الإسلام بشكل عام من خلال إساءتها لرسول الإسلام، حيث إن ما تنشره لا يؤدي إلى محاربة العنف الذي تنبذه غالبية المسلمين، ولكنه على العكس يغذي هذا العنف ويعطي الأقلية القليلة من أرباب العنف المبرر الفرصة للقيام بالمزيد من أعمال القتل، فما الذي تنتجه حرية الرأي بالمفهوم الغربي الذي لا يعترف بالمقدسات والرموز الدينية؟ ما الذي يعود على الإنسانية من خير أو منفعة من مسألة الإساءة لمقدسات أمة من الأمم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية