العدد 4346
الإثنين 07 سبتمبر 2020
banner
منظمة الصحة المتشائمة
الإثنين 07 سبتمبر 2020

منذ بداية جائحة كورونا ونحن نسمع تصريحات ثم نسمع عكسها خلال وقت قصير، نتفاءل لفترة قصيرة ونشعر أن هذا الكابوس سيزول، لكن سرعان ما يأتينا خبر جديد ينفي ما قيل ويعيدنا إلى دائرة التشاؤم من جديد.

ومن بين القضايا التي جعلتنا نشعر بالإحباط في هذا السياق قضية إنتاج اللقاح في هذه الدولة أو تلك، فالكل يريد أن يسبق في إنتاج اللقاح ويستفيد ملايين الدولارات من هذه المحنة، وبالتالي فالكل يشكك في كل لقاح يتم الحديث عن اقتراب إنتاجه، منذ فترة قصيرة أعلنت روسيا أنها أنتجت بالفعل لقاحا ناجحا ضد هذا الفيروس، وأن ابنة الرئيس الروسي أول من أخذ هذا اللقاح، وأن نتائجه جيدة بشكل عام، وسرعان ما خرجت التقارير والأخبار ذات العناوين المثيرة التي تستغل الحالة النفسية للشعوب وتجعل الناس في لهفة لمعرفة الجديد ومعرفة مصير أعمالهم وأسفارهم ومدارس أبنائهم، لتعلن أن هذا اللقاح لم يمر بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي على أساسها تتقرر صلاحية هذا اللقاح.

لا ندري من نصدق؟ هل نصدق روسيا والدول التي تعاقدت على شراء الدواء الروسي، أم نصدق آلة الإعلام الغربي الجهنمية التي شككت في صلاحية هذا اللقاح؟

مع الأسف محنة كورونا لم تنجح في توحيد العالم على هدف واحد، ولم تستطع إيقاف الجشع واستثمار المرض لتحقيق المكاسب المادية ولو على أنقاض هذا العالم.

ونتيجة لهذا الوضع الشاذ في تعامل العالم مع هذه الكارثة لم نعد نفرح عندما نقرأ خبرا بعنوان براق يقدم البشرى للعالم حول كورونا، لأننا تعودنا أن كل خبر يحمل البشرى سيأتي بعده بقليل خبر ينفي هذه البشرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية