العدد 4334
الأربعاء 26 أغسطس 2020
banner
مليون تحية طبية
الأربعاء 26 أغسطس 2020

الخطر واحد في كل أنحاء العالم، والمسؤولية في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19) لا تقتصر على الجهات الحكومية وحسب، إنما هي بالدرجة الأولى مسؤولية الأفراد في المجتمعات، مسؤولية الحفاظ على النفس والأسرة، مسؤولية الحفاظ على أرواح البشر قاطبة من مواطنين ومقيمين، مسؤولية الحفاظ على سلامة وأرواح كبار السن ممن هم بأشد الحاجة إلى الحماية، إلى جانب المصابين بأمراض خطيرة أو مزمنة، فكم من الوعي يحتاج الفرد حتى يحافظ على والديه أو جده وجدته؟! هل الفرد بحاجة إلى توعية في جانب فطري؟! هل الفرد بحاجة إلى توعية كي يحمي أبناءه مثلاً، أو يبعد المرض عن أهله؟!

إن الكثير من السلوكيات الطائشة - إن صح التعبير - تحدث هنا وهناك، وقد تنشر الوباء، وتصل بالكثير من الأفراد إلى مرحلة الندم عندما يقترب منهم المرض أو يقترب من المحيطين بهم والعياذ بالله، فهل الفرد بحاجة إلى أن يصاب أو أن يصاب له قريب حتى يتبع الاحترازات الصحية المعلنة ويدرك حجم الخطر البائن؟ هل الفرد بحاجة إلى أن يمرض أو يفقد عزيزاً - لا سمح الله - حتى يعرف أن الخطر القائم لا مجال للتهاون أو التقاعس معه؟

إنها مسؤولية كبرى تلقى على عاتق كل فرد في هذا العالم الصغير، وإن الاهتمام الذي توليه الجهات المسؤولة في مملكة البحرين، ومنه إجراء مليون فحص طبي خلال أقل من 6 أشهر، هو من الخيرات التي أنعم الله بها علينا، في الوقت الذي لا تمتلك دول أخرى القدرة الاستيعابية والعلاجية للحيلولة دون تفاقم الأضرار والخسائر البشرية، حتى أنها لا تستطيع توفير أجهزة الكشف عن الفيروس أو القدرة على تمييزه من بين الفيروسات الأخرى.

ليس صعباً الالتزام بالاحترازات الصحية، وليس مبرراً التعبير عن السخط في ظل الرتابة المفروضة، ومن الواجب الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، وضرورة الالتزام الإنساني والوطني اللذين لا يمكن التهاون فيهما أبداً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .