أثارت حادثة تكسير التماثيل لغطًا كبيرًا، بسبب الأسلوب المتبع في التعبير عن الاستياء والحرص على التصوير، ومن المعروف حقيقة أن مملكة البحرين تنتهج نهجًا واحدًا مع الأديان كافة، فهي تدعم مبدأ حرية الأديان مهما اختلفت، وتجرم ازدراء أي منها.

وإن ما عرفناه من سيرة الرسول الأعظم أنه دعا الناس بالتي هي أحسن، وامتاز بدماثة الأخلاق، ونظم علاقة عادلة مع الأديان الأخرى في دولة الإسلام، واعتبرهم جزءًا مساهمًا في الدولة؛ فلهم حقوق وعليهم واجبات.

إن أي تعامل مع مخالفة - إن وجدت - مسؤولية الجهات المختصة، وليس لأحد أي حق بأن يقوم بمجازاة أي شخص على فعل أو تصرف ما، فالتعامل بطريقة مسيئة لا يجدي نفعًا أبدًا، وهو ما لم يعرف عن أهل البحرين.

أما من ناحية تأثير أية تماثيل أو طقوس على الناس، والناشئة على وجه الخصوص، فإن ذلك يمكن بشكل ما إن غاب الوعي عندهم، وهذا ليس المهدد الوحيد الذي يعترضهم، فهناك قنوات إلكترونية مثلًا قد تعتبر أشد خطرًا، وهنا يأتي دور التوعية والتربية السليمة والتمسك بالدين، والاقتداء بأخلاق الرسول الكريم كي يؤثر المسلم - في مسار الآخرين ممن يعتنقون الأديان الأخرى - نحو الصواب، وهي طريقة مثلى لتبيان الوجه الحقيقي للإسلام والدعوة إليه، وليس بالتهجم والازدراء.