العدد 4332
الإثنين 24 أغسطس 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
إنهم “الخبراء” في تقييم الأداء!
الإثنين 24 أغسطس 2020

كنت مع الرئيس التنفيذي عندما دخل علينا مدير مكتبه الذي بادرنا قائلًا ومن دون الاستئذان من رئيسه: لقد سمعتكما تتحدثان عن تعيين “فلان” في منصب إداري. أود أن أخبركما بأن هذا الشخص قد استهلكت طاقاته وأصبح لا يمتلك أي قدرات قيادية تمكنه من إدارة أي قسم أو إدارة. تابع محدثي..

تملكتنا الدهشة وسيطرت علينا للحظات لم يتمكن أحدنا خلالها من الرد عليه أو حتى الطلب منه التوقف وعدم الاستمرار في “مداخلته” الغريبة وغير اللائقة. لقد لاحظت علامات الإحراج الشديد على ملامح الرئيس الذي استطاع بعد جهد أن يحرر لسانه من سطوة الاستغراب والإحراج ليقول لمدير مكتبه وبصوت هادئ ودون أن يفقد اتزانه:

من طلب منك إبداء رأيك؟ ما علاقتك بقرارات الإدارة؟ ثم والأهم من ذلك كله ألا تتطلب مهام وظيفتك هنا الحفاظ على سرية المعلومات؟ فكيف تجرؤ الإنصات إلى ما يدور في هذا المكتب؟ يمكنك أن تخرج الآن وسأجتمع بك لاحقًا وبحضور مسؤول الموارد البشرية.. بعد لحظات صمت تابع محدثي قائلًا:

اعتذر الرئيس عن سلوكيات مدير مكتبه الغريبة قائلًا: تصوّر أن الشخص الذي يقول عنه بأنه استهلكت طاقته لم يتجاوز الأربعين وهو وبحسب تقارير رؤسائه من أنشط وأكفأ الكوادر في المؤسسة. لا أدري سبب تدخل مدير المكتب في هذا الأمر، هل هي الغيرة المهنية أم هو الحسد أم هو من الذين لا يتمنون الخير لأحد؟

يقول أحد الاختصاصيين ’’إن صفاء النفس وسلامة القلب من الحقد والحسد وحب الخير للناس، والفرح بإشراقهم ونجاحهم هو أعظم رصيد لسعادة الدنيا وفلاح الآخرة‘‘. انتهى.

إنها سلوكيات فردية قد ترى مثلها، سيدي القارئ، حتى في بعض المجالس العامة، حيث يقوم أحدهم بتقييم أداء الآخرين في أعمالهم وحتى بتحليل شخصياتهم، لكن الجميل في الأمر أن المسؤول المحترف والمتلقي الواعي يعرف أنها مجرد سوالف عابرة بعيدة عن المهنية. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .