العدد 4330
السبت 22 أغسطس 2020
banner
أخطر مسمار في نعش نظام الملالي
السبت 22 أغسطس 2020

بعد أن بدأت دول المنطقة تتيقن من الدور المشبوه الذي يقوم به نظام الفاشية الدينية في إيران من خلال الأحزاب والجماعات التابعة له التي تعتبر بمثابة أذرع عميلة ومأجورة من أجل تنفيذ مخططاته وضمان تحقيق أهدافه وغاياته في هذه الدول، شرعت باتباع سياسة جديدة حياله تقوم على أساس مواجهته بطرق وأساليب مختلفة نظير الذي حدث ويحدث مع جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني والميليشيات المسلحة في العراق، فإن المواجهة التي تخوضها دول المنطقة ضد الإرهاب المصدر إليها من جانب نظام الشر في طهران، قد اتخذت شكلا وطابعا جديدا ووضعت المنطقة أمام مرحلة جديدة بهذا الشأن.

مواجهة جماعة الحوثي وحلفائها في اليمن الذين يقومون بتنفيذ مخطط لنظام الملالي يستهدف الشرعية في اليمن كخطوة أولى ومن ثم التخطيط لاستهداف الدول الأخرى المجاورة لليمن، وإدانة حزب الله اللبناني واعتباره منظمة إرهابية، شكلتا بداية مواجهة دول المنطقة للدور والنفوذ الإيراني في المنطقة والعمل على الحد منه من خلال مواجهة أذرعها والعمل على تحديد نشاطاتها وتحركاتها وصولا إلى شلها وإنهاء دورها. مواجهة الأحزاب والتنظيمات التابعة لنظام الملالي، تعني بشكل أو بآخر مواجهة النظام ذاته لأن هذه الأحزاب والتنظيمات بالأساس تابعة قلبا وقالبا لذلك النظام، وهي وباعتراف قادة النظام نفسه استنساخ للحرس الثوري وقوات التعبئة الإيرانية، وإن الفاشية الدينية الحاكمة في طهران ستتحرك عاجلا أم آجلا بطرق مختلفة من أجل احتواء هذه المواجهة وإفشالها أو على الأقل امتصاص قوة زخمها، لذلك من الضروري أن تنتبه دول المنطقة المعنية بالأمر إلى هذه المسألة، ومع أهمية النقطتين الآنفتين في عملية الصراع ومواجهة النفوذ الشرير لهذا النظام العدواني في المنطقة فإن هناك خطوتين لابد منهما، الأولى تتمثل في مبادرة دول المنطقة للاعتراف بالنضال العادل الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية والاعتراف بممثله الشرعي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والتنسيق معه من أجل مواجهة الخطر والتهديد من جانب نظام الملالي للمنطقة، والثانية تتعلق بضرورة الاستفادة من التطور غير العادي على صعيد مجزر‌ة صيف عام 1988، بعد الموقف الرسمي الذي أعربت عنه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورجان أورتاغوس ودعت المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه المجزرة وتحقيق العدالة لضحايا النظام الإيراني فيها، لأنها جريمة ضد الإنسانية ولو تم تدويلها بصورة رسمية ضد النظام فإنها ستكون بمثابة وضعه على سكة السقوط والانهيار، خصوصا أن هذا هو الوقت المناسب لإدانة النظام على جريمته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعقد في ديسمبر المقبل، مع ملاحظة أن العمل بدأ فعلا بهذا الاتجاه بعد مطالبة كندا بصورة رسمية بإدراج قضية مجزرة عام 1988 في لائحة قرار يدين نظام الملالي في الإمم المتحدة، والمنتظر من دول المنطقة أن تكون سباقة بهذا الصدد وتدق أخطر مسمار في نعش هذا النظام الشرير. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .