العدد 4295
السبت 18 يوليو 2020
banner
نظام الملالي بانتظار الضربة القاضية
السبت 18 يوليو 2020

بعد 41 عاما من الحكم الاستبدادي القمعي لنظام ولاية الفقيه في إيران، لا يمكن النظر إلى الاعترافات المخزية لقادة الدجل في طهران بالفشل والأخطاء على أنها مجرد اعترافات عادية يمكن المرور عليها مرور الكرام، بل إنها أكبر وأخطر من ذلك بكثير، ذلك أنها تأتي بعد تجربة حكم مريرة امتدت لـ 41 عاما ذاق وتجرع خلالها الشعب المآسي والويلات.

الحقيقة المرة بعد أربعة عقود من استمرار حكم هذا النظام، أنه ليست هناك بنى تحتية يمكن الاعتماد عليها، حيث أثبتت كوارث الزلازل والسيول التي حدثت خلال الأعوام الأخيرة ذلك بكل وضوح، وعوضا عن البنى التحتية هناك نهج سياسي ـ فكري يتمسك به النظام ليس في إيران لوحدها، إنما من أجل فرضه على بلدان المنطقة أيضا، وهو الأمر الذي ورط النظام في مشاكل وأزمات لا حصر لها وجعل الشعب يدفع ثمن كل ذلك مع أن الشعب أعلن مرارا وتكرارا رفضه القاطع للتدخلات في بلدان المنطقة، كما أعلن قبل ذلك رفضه النظام نفسه وعدم استعداده لكي يعود لأجواء قرووسطائية كما يريد هذا النظام.

نظام ولاية الفقيه وصل اليوم إلى طريق مسدود ليس في داخل إيران فقط، إنما في المنطقة أيضا، بعد أن توضحت حقيقته التي فضحتها المقاومة الإيرانية من أنه نظام يعادي ليس الشعب الإيراني فقط، إنما الإنسانية، وأنه يشكل خطرا وتهديدا للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وأن عدم التصدي له ومواجهته من خلال دعم وتأييد نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام سيكلف المنطقة والعالم أيضا، لأن هذا النظام لن يكف عن مخططاته الإجرامية وسيبقى بؤرة للتطرف والإرهاب.

بعد أربعة عقود من الحكم، يقف نظام الملالي أمام رفض داخلي وإقليمي غير مسبوق وعقوبات دولية غير مسبوقة تلقي بآثار وتداعيات بالغة السلبية على أوضاعه المختلفة، إضافة إلى عزلة دولية لم يواجهها النظام طوال العقود الأربعة المنصرمة من حكمه، إنه يقف أمام وضع داخلي متأزم جدا قابل للانفجار في أية لحظة، خصوصا بعد أن صار المطلب الشعبي الأساسي المطروح يتركز على إسقاط النظام. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية