العدد 4326
الثلاثاء 18 أغسطس 2020
banner
اسم اللاعب المصاب بكورونا قبل الحذف!!
الثلاثاء 18 أغسطس 2020

انتشر خبر تعرض أحد لاعبي نادي المحرق لكرة القدم بفايروس كورونا ليلة الاثنين الماضي بسرعة كبيرة، وتضمن الخبر اسمه وصورته في البداية قبل أن يتم حذفهما بعد دقائق معدودة، بطلب من اللاعب نفسه، وبحجة أن الأمر تشهير بسمعته!!


وبغض النظر عمن يكون هذا اللاعب -الذي نتمنى له الشفاء العاجل- فإننا يتوجب أن نتحلى بقدر كبير من الإدراك والوعي في خضم مكافحة هذا الوباء، وعدم اعتبار الاصابة به “عيبا” نخفيه عن الناس، بل أن إعلان المصاب بمرضه أمام الملأ خطوة من شأنها أن تجعل المخالطين له يعرفون أنهم في دائرة الشك وعليهم أن يعزلوا انفسهم ويخضعوا للفحص الطبي!!


وفي هذا السياق، أذكر حادثة حصلت قبل مباراة المحرق والأهلي في مسابقة الدوري، حيث قام النادي عبر منصة تابعة له على وسائل التواصل الاجتماعي بالإشادة بموقف اللاعب الذي اكتشفت إصابته لاحقا، حيث شارك في المباراة رغم الحالة الصحية الحرجة لوالديه دون أن يشير الحساب إلى نوع الحالة الصحية، لكن تبين فيما بعد أنهما مصابان بفايروس كورونا، وهنا ترتسم علامة استفهام كبيرة حول ماهية البروتوكول الصحي المطبق في المسابقات الرياضية ويبدو أنه بحاجة إلى مراجعة بعد هذه الحادثة!!


والحقيقة أننا جميعا متعاطفون مع اللاعب، ونتمنى بمشاعر صادقة أن يمن الله بالشفاء العاجل على والديه وأن يخرجهما سالمين من العناية المركزة، كما نتمنى له هو أيضا أن يتعافى سريعا من المرض وأن يعود إلى الملاعب متألقا كما عهدناه، لكننا يجب أن نتطرق إلى جانب مهم ليس له علاقة بهذا اللاعب المميز الذي لم نذكر اسمه هنا احتراماً لرغبته وفي ذات الوقت ليس لقناعة منا بأننا نفعل الصواب!


فالجميع يعلم أن الجائحة عندما خيمت على العالم وبلغت مداها على امتداد الكرة الأرضية، رفعنا في مملكة البحرين شعار #مجتمع_واعي -وهو بالمناسبة- شعار تحول إلى برنامج يبث على تلفزيون البحرين يتناول آخر مستجدات فايروس كورونا ويهدف إلى توعية المواطنين والمقيمين بالسلوكيات التي تسهم في مكافحة الوباء، وذلك ضمن الجهود الجبارة التي يقوم بها رئيس اللجنة التنسيقية سمو ولي العهد وفريق البحرين والكادر الطبي منذ أكثر من 5 أشهر، ولهم جميعا كل الشكر والتقدير والامتنان.


إذن، يعد الوعي في حربنا ضد كورونا سلاحا نوعيا يتوجب على الجميع أن ندرك أهميته، فالمرض ليس عيبا لنتنصل منه، وهناك شخصيات رياضية معروفة، في مختلف دول العالم أعلنت عن إصابتها دون خجل بهدف توعية الناس بأن الإعلان عن المرض جزء من عملية مكافحته، حتى يعلم من خالطوا الحالة المصابة بأهمية التوجه لإجراء الفحص وعزل أنفسهم، وهذا ما دأبت عليه الأندية الكبرى في الدوريات الأوروبية العريقة بالإعلان عن أسماء لاعبيها المصابين كنوع من التوعية الضرورية.


وتخيلوا أنه لو لم يعرف اسم اللاعب المصاب، لما استطاع مذيع في قناة البحرين الرياضية أن يعزل نفسه ويجري الفحص الطبي، ولما عرف نادي المحرق والنادي الأهلي والطواقم الفنية والإدارية أنهم جميعا يتوجب عليهم إجراء الفحص الذي من شأنه أن يحدد انتقال الفايروس.


لذلك على الجميع أن يدرك أن الإعلان عن اسم اللاعب المصاب، أو المدرب أو الحكم، يأتي في حكم التوعية وليس التشهير، فلا داعي للحساسية، فالجميع معرض لهذا الوباء الذي ابتليت به البشرية، ودعواتنا للمصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ الله الجميع من شر ما خلق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية